الجماهير – أسماء خيرو
تحليل دقيق للنهج الاستعماري لمنظمة التجارة العالمية في قراءة في كتاب ( التجارة حرب ) للكاتب باش تاندون، أقامتها مديرية الثقافة في حلب وشارك فيها المترجم محمد ابراهيم العبدالله على مسرح ثقافي العزيزية، فيما قدمها رئيس المركز جهاد غنيمة ..
استهل المترجم العبدلله القراءة بتقديم أسباب تأليف كتاب( تجارة الحرب) لتاندون ، الذي يتضمن تحليلا دقيقا لمنظمة التجارة العالمية ونهجها الاستعماري والشروط الجائرة التي تفرضها على الشعوب والدول الفقيرة، إذ قال: إن الكاتب يحاول التعرض لسرد حكاية عن غياب العدالة في منظمة التجارة العالمية ، إضافة إلى تسجيل مايتم بين طرفي الحرب منظمة التجارة العالمية والبلدان الفقيرة وتأكيدها بالبراهين والوثائق الرسمية من خلال خبرته الخاصة إذ كان منخرطا خلال السنوات الثلاثين الماضية من حياته في مفاوضات تجارية على مختلف المستويات الدولية والإقليمية والثنائية …
كما أوضح العبدلله أن الكاتب تاندون يريد في هذا الكتاب أن يطلع القارئ على آخر التطورات والقضايا التجارية ، وعن الحرب والسلام فهذه الأمور بحثت على منصة التجارة العالمية، فجاء هدف الكتاب أعمق من سجال بأن التجارة حرب إذ أن هناك قضايا أخلاقية تقوم عليها التجارة كما هي الحال بالنسبة لأشكال الحرب الأخرى، فالناس تتحدث عن التجارة المنصفة أو تمهيد ميدان اللعب أو إتاحة الصفقات التجارية الخاصة والأولى بالرعاية للبلدان الأضعف في الجنوب، موضحا أن مايحكم الكتاب هو إبقاء التفاؤل الثوري متقداً ، وعدم الانزلاق إلى التشكيك واليأس عندما يبدو أن المرء قد سيطرت عليه القوى الكبرى ..
وختم العبدلله بالقول: إن الفصل الأخير من الكتاب تضمن بحث الكاتب تاندون في استراتيجية وأساليب ” حرب العصابات ضد السلام الاستعماري” . متبنياً الرأي القائل : بأن أساليب الأعنف في حل الصراعات التي تدور حول التجارة هي أقل في إثارة الانقسامات وأكثر فاعلية وأقوى على الصمود في مواجهة التحديات الكبرى ، فالكاتب تاندون وصف نظام التجارة العالمية ( بآلة الحرب الحقيقية ) إذ أن البلدان الصغيرة والمتوسطة الجحم إن لم تتبع القواعد التي تمليها الدول العظمى المسيطرة فعليا على منظمة التجارة العالمية فإنها تعرض نفسها مجتمعة أو منفردة لعقوبات .
ومن الجدير ذكره أن الكتاب يقع في ٣٠٠ صفحة من القطع المتوسط وهو يعد من الكتب الأكثر مبيعا في العالم ، وهو من منشورات دار الكعيان للطباعة والنشر ، صدر بلغته الأصلية( الإنجليزية ) عام ٢٠١٥ عن دار النشر (أوربوك ) لندن نيويورك ، نقله إلى العربية عبد الجليل مصطفى ، وقام بمراجعة القراءة المترجم محمد إبراهيم العبد الله .
ت : هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٢٥٣