الجماهير – أسماء خيرو
أوضخ مدير المركز الثقافي العربي في العزيزية جهاد غنيمة بأن حلب بعد التحرير تسابق الزمن في العودة إلى ألقها الثقافي السابق ، فهي صامدة بصمود حجارتها، شامخة بشموخ قلعتها التي حطمت على أبوابها نصال الغزاة ، ونهضت لتبدأ مسيرتها بعد التحرير من رجس الإرهاب والتكفير الظلامي، مؤكدة ريادتها الثقافية الحضارية عبر تاريخها الحافل بالانتصارات بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، مبينا بأن الثقافة استمرت في متابعة مسيرتها الثقافية وبقيت صامدة بالرغم من قذائف الحقد والإرهاب التي كانت تنهال عليها ، واليوم بعد عامها الرابع من التحرير تنطلق من جديد بخطى ثابتة ومتسارعة لتحرير العقول من الفكر الظلامي التكفيري ، هادفة إلى بناء الإنسان قبل بناء الحجر لأن بناء عقل الإنسان أهم بكثير من بناء الحجر .
ونوه غنيمة إلى أن المتابع للعمل الثقافي في مدينة حلب يرى ويشاهد النقلة النوعية في المجال الثقافي وذلك من خلال إقامة الكم الكبير من الأنشطة والفعاليات والاهتمام بالقضايا الثقافية والألوان الأدبية التي رافقت مسيرة إعادة الإعمار ، إذ أن تنوع النشاط الثقافي كان ملحوظاً مابين ( الأدب والشعر والتراث والفن والمسرح) فضلاً عن أن الطفل حظي بالحظ الأوفر من الاهتمام في هذا المجال من خلال تنوع الأنشطة والفعاليات الخاصة بالطفل ..
إذ أن فريق مهارات الحياة لدعم الأطفال التابع لمديرية الثقافة بما يلقاه من دعم ملحوظ من المديرية عمل على دعم الأطفال وتخليصهم من آثار الفكر الظلامي ، حتى أن هذا الفريق استطاع أن يصل إلى الأماكن البعيدة في ريف حلب المحرر .
وبين غنيمة أن وزارة الثقافة كان من ضمن توجهاتها في الآونة الأخيرة تركيز الاهتمام الأكبر على الطفل وتحصينه ونفض غبار الفكر الظلامي الذي كان من حوله وإعداده الإعداد الجيد ليكون عنصراً فاعلاً في المجتمع مستقبلاً ، إضافة إلى ذلك ومن ضمن رؤية الوزارة كان العمل في مجال التراث وإيلائه الأهمية من خلال التركيز على جمع التراث اللامادي والحفاظ عليه، وحمايته من الضياع، لتعزيز التمسك والالتصاق بالجذور ،كما حرصت الوزارة على دعم البرامج الثقافية التي ترعاها مديرية الثقافة في حلب وتعمل على إنجاحها من خلال إقامة المهرجانات الأدبية والشعرية وتسليط الضوء على بعض أعلامها المخضرمين والمنسيين ، ولقد تم لحظ مبادرات ثقافية جديدة ضمن هذه البرامج الثقافية، إذ تتحدث كل منارة عن علم تاريخي من أعلام حلب وتعرف الناس به في إطار مايقدم من برامج ثقافية، وكل ماذكر آنفا من أجل الانطلاق من جديد نحو مستقبل مشرق واعد يبشر بأن حلب بعد التحرير عادت لتكون منارة ثقافية حضارية كما كانت لا بل أفضل بكثير..
رقم العدد ١٦٢٥٣