المطران مراياتي : انتصار حلب بفضل سواعد الجيش العربي السوري الذي عمل باستبسال كبير لتحرير كل المناطق مصمماً على عودة الحياة إلى سابق عهدها
الجماهير – أنطوان بصمه جي
بمناسبة الذكرى الرابعة لانتصار مدينة حلب، أكد رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي في لقاء خاص لـ “الجماهير” أن ذكرى انتصار حلب على الإرهاب بمثابة خطوة مباركة حيث تم إنقاذ آلاف المحتجزين وتطهير المحافظة ومعها بدأت الحياة الجديدة تدب في أحياء حلب القديمة، حيث كانت تلك الأحياء منفصلة عن المدينة الأم، مضيفاً أننا شعرنا بارتياح كبير وتحسن كبير بعون الله تعالى وبفضل سواعد الجيش العربي السوري الذي عمل باستبسال كبير لتحرير كل المناطق مصمماً على عودة الحياة إلى سابق عهدها، كما رأينا الابتسامة على الوجوه والارتياح في القلوب وبدأت الشوارع تزدحم بالمواطنين وبالتالي عودة نشاط الحركة الاقتصادية، وهذه الانتصارات كانت بمثابة أهم الثمار التي حصلنا عليها بعد تحقيق النصر الكبير.
وتابع رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك خلال اللقاء عن عمليات إعادة الإعمار والتأهيل، مبيناً أن طائفة الأرمن الكاثوليك بدأت بإعادة الإعمار والترميم والبناء في المؤسسات التابعة لها في أبرشية حلب وخاصة تلك التي كانت متموضعة على خط التماس مثل (مدرسة الإيمان الخاصة والكنيسة الكاتدرائية الكبرى القديمة) والتي أصيبت مرات عديدة بالقذائف الصاروخية، فبدأت الطائفة بترتيب أولوياتها من حيث الأهمية بدايةً من ترميم مدرسة الإيمان الخاصة في2017 التي تسعى إلى تربية جيل شاب جديد مؤمن بالله وبالوطن أيضاً بالإضافة إلى الإيمان بالأخلاق وبالقيم، تلاها بداية عمليات ترميم كنيسة أم المعونات عام 2018 وتمثلت العمليات بترميم الكاتدرائية المطلة على شارع التلل وساحة فرحات والتي تم افتتاحها منتصف 2019 وهذا ما جعلنا نبدأ حياتنا من جديد فيها نوع من الاستقرار، بحسب ما ذكره المطران مراياتي ، وقال أنه بعد تحقيق الانتصار شاهدنا عودة لكثير من العائلات إلى بيوتهم بعد شعورهم بأن الأمان قد استتبّ وفضلوا العودة إلى بيوتهم فكانت هناك حركة قوية بعودتهم للاستقرار في مدينتهم وتسجيل أولادهم في المدارس والشعور بذلك من خلال حضور المؤمنين للصلوات في الكنائس.
وأكد رئيس أساقفة حلب أن لدى طائفة الأرمن الكاثوليك 29 شهيداً من أبناء الرعية من عسكريين ومدنيين وتم إصدار كتيب ورقي يوثق حياتهم واستشهادهم في أجل الدفاع عن مدينة حلب وتحقيق النصر، أما بالنسبة إلى شريحة الشباب فهم موزعين على فئات ونوعيات، مبيناً أن غالبية الفئة الشابة ملتزمين من خلال انتسابهم إلى أخويات وجمعيات ويأتون للكنيسة برفقة زملائهم، وللاهتمام بهم ورعايتهم أنشأنا لهم الأخويات والكشافة وجوقات التراتيل والنوادي والفرق النحاسية والنشاطات الرياضية والثقافية والموسيقية ونعمل على توجيههم تربوياً وإيمانياً ودينياً بالإضافة إلى العمل على مساعدتهم للحفاظ على الأخلاق الحميدة وتعلم مبادئ الإنجيل المقدس وتعبئة أوقات فراغهم في الصيف من خلال المخيمات الصيفية، مبيناً أن شريحة الشباب من الفئة المحافظة ولم يخرجوا عن الأصول التربوية فينالون التربية عن طريق أهاليهم ونساعد في إملاء الفراغات وإعطاء التوجيه الصحيح ليعيشوا روح المواطنة الصحيحة مع كل المواطنين من الطوائف والديانات الأخرى كأبناء وطن واحد وأخوة في هذا الوطن دون تمييز بين مذهب أو عرق أو اثنية .
وتمنى المطران مراياتي باقتراب الذكرى الرابعة لانتصار مدينة حلب بالتزامن مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية لقراء جريدة الجماهير وللإنسانية جمعاء أن يعم السلام والأمن والأمان والطمأنينة لقلوب جميع الناس ولعل الأيام تعود إلى ما عشناه بعد تحقيق النصر حيث كانت الأوضاع المعيشية أفضل ومتمنياً للعام القادم تحسن الأوضاع كما رأينا ازدهاراً بعد تحرير مدينة حلب نعود ونرى ازدهاراً جديداً من حيث الوسائل الأساسية التي تهم المواطن وقد فقدناها اليوم، فلعلّ سنة 2021 نرى فيها انفراجاً من حيث المواد المعيشية والمحروقات والخدمية والكهرباء وتوفر الدواء للتغلب على وباء كورونا المنتشر وكلنا أمل وعلى هذا الرجاء صامدون.
تصوير: جورج أورفليان
رقم العدد 16255