الجماهير – عتاب ضويحي
في كل مرة نلتقيها كانت تهدد وتتوعد بالسفر بعيدا حيث أهلها، وتترك كل شيء وراءها وتمضي،ترينا الكدمات الزرقاء والصفراء على جسدها، وكنا دائماً نهدئ من روعها وننصحها بالتروي قليلاً فالحياة الزوجية تحتاج لشيء من الصبر والجلادة طالما هناك أطفال، ويكفي مالديك رصيد من الطلاق.
تنظر إلينا بتلك العينين الخضراوتين الجميلتين، وقد زادهما الدمع جمالاً وتقول بصوت نسمعه من قلبها وليس من حنجرتها “ليش أنا حظي هيك”.
نطيل النظر إليها بصمت عميق، ولا ننبس ببنت شفة، إنما في داخلنا بركان يفور من الكلام، حظك هكذا لأنك باختصار ضحية لجملة تبناها عشاق ثقافة الجاهلية المستدامة، جملة تبدو كلمة حق ولكن أريد منها باطل “تزوجي ياصغيرتي” تزوجي لقد أصبح سنك 13 عاماً، أو أكثر بقليل، وأصبحت بعمر الزواج وتحمل المسؤولية، ، تزوجي لأن من في عمرك تزوجن وأصبحن أمهات، تزوجي حتى لايفوتك قطار الزواج، تزوجي حتى لاتبقي وحيدة.
تزوجت صغيرتهم، وأصبحت أماً وتحملت المسؤولية، وقامت بدورها على أكمل وجه، خنوع وخضوع، طاعة عمياء، وصبر وتحّمل، وتعد العدّة لابنتها لتكمل مشوارها، متناسية في يوم من الأيام أنها أنثى، ربما كان لها حق في أن تختار من يجعلها تبتسم.
رقم العدد ١٦٢٥٦