في ذكرى الانتصار على الارهاب.. القس حمصي : ترسيخ فكرة المسؤولية الاجتماعية للكنيسة والحفاظ على شريحة الشباب ورعايتها
الجماهير/ أنطوان بصمه جي
لم تتوقف بعض الكنائس المسيحية عن ترسيخ فكرة المسؤولية الاجتماعية خلال فترة الحرب على مدينة حلب، وانطلاقاً من أهمية الكنيسة بلعب دورها الصحيح النابع من الإيمان الحقيقي باعتبار المسؤولية الاجتماعية جزءاً أصيلاً من أعمدة الكنيسة والعمل على تشبث شريحة الشباب في أرض بلادهم باعتبارهم الركيزة الأساسية لأي كنيسة والعمل على رعايتهم وتشجيعهم في فترة ما بعد الحرب.
وبمناسبة الذكرى الرابعة لانتصار مدينة حلب، التقت “الجماهير” براعي كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلي بحلب القس عبد الله حمصي الذي أوضح أنه في الوقت الذي عانت فيه مدينة حلب بسبب الارهاب من الحصار والخطر، كانت الحالة الاجتماعية في كل بيت حلبي متينة رغم الخوف ووجود الحصار بالتزامن مع تساقط القذائف الصاروخية على الأحياء المدنية الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على كل شخص بالإضافة إلى تهديدها المباشر للبنية السكنية، علاوة على الحصار المفروض على ادنى المقومات الأساسية المعيشية كانقطاع المياه والكهرباء وفقدان المواد الغذائية في المدينة بشكل متكرر، لكن الكنيسة ساعدت بجهودها المشهودة لتأمين المواد المعيشية، بالتعاون مع الجهات الخدمية بطاقة قصوى من حيث تأمين المياه عن طريق حفر الآبار ومد جسور ضرورية لتأمين المواد الأساسية في فترة حصار مدينة حلب.
وأضاف القس حمصي أنه بعد تحقيق انتصار حلب وخروج المجموعات المسلحة من المدينة تحقق ذلك النصر الذي شكل فرحة في نفوس أهالي حلب بالتزامن مع عودة الأمان الذي يعد من أهم العناصر الأساسية للبقاء، مبيناً أن الأمان الذي تحقق بفضل تضحيات الجيش العربي السوري في حين تم توظيف بعداً جديداً للتضييق على المواطن السوري وهو البعد الاقتصادي الذي شكل تحدياً جديداً للجميع وهو جزء أساسي وجود العقوبات ومحاصرة البلاد بما يعرف بـ “قانون قيصر” الذي خططت له وتنفذه الدول الغربية والشريكة في تكبيل المواطن السوري.
وأكد راعي كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلي بحلب أن الكنيسة حاولت خوض غمار جديد يقع ضمن البعد الإنساني وهو المساعدة في خلق مقومات البقاء للعائلة الحلبية وتأمين احتياجاتها الأساسية ومحاولة فتح خط جديد، مضيفاً وجود نشاط ضخم ضمن الكنيسة مفاده إغاثة العائلة ضمن المجتمع المحلي والعمل على مساعدة 2000 عائلة من ناحية الإغاثة، مبيناً أنه ليس الجانب الوحيد الذي يتم العمل عليه بداية من انتصار مدينة حلب ووجود عنصر الأمان في 2016، وشمل التخطيط الكنسي بعداً جديداً متمثلاً في مساعدة العائلات في انطلاق أسباب لمعيشة اقتصادية من خلال خلق مشاريع صغيرة تساعد دعم العائلة ذاتياً بالتعاون مع جهات متعددة وهو هدف أساسي لتحقيق مقومات البقاء وخلق أمل نحو المستقبل من خلال تشجيعهم على الإنتاج، بالإضافة إلى وجود لجنة خاصة معنية بمتابعة المشاريع والعمل على تنميتها ورعايتها.
وأشار القس حمصي إلى الأهمية الحقيقية لوجود فئة الشباب في أي بلد انطلاقاً من كونها عنصر قوة في أي مجتمع، مؤكداً أن مجتمعاتنا مميزة بوجود العناصر الشابة من حيث العدد والقدرات والكفاءات، وهي الفئة المعرضة للهجرة للبحث عن مستقبل أفضل ووجود بعض القوانين الرسمية المساهمة بشكل أساسي لعودتهم للحفاظ عليهم وتواجدهم في مدنهم ، مؤكداً أن الكنيسة التي تعمل بشكل حقيقي وتمارس دورها الديني وتبني جسوراً للشباب تخلق حالة من التواصل والتواجد وتحقيق الفارق الإيجابي للارتباط بالكنيسة.
وختم القس حمصي أن الكنيسة تسعى للحفاظ على شريحة الشباب مقدراً الجهود التي تبذلها كل الطوائف الكنسية التي ساهمت في بناء المجتمع والحفاظ عليه من الضياع بحيث سعت كل طائفة مسيحية لمساندة المجتمع، مبيناً أن تشابك العمل المجتمعي فيما بين الطوائف المسيحية يسعى لرفع سوية المجتمع، هذا التضافر يحتاج لمساهمة مباشرة من الجهات الرسمية لتحقيق الهدف والتفكير الصحيح من خلال الطرق السليمة وإعادة العمل على فكرة الاكتفاء الذاتي للبلد وخلق استراتيجيات طويلة المدى مع وجود تخطيط مسبق لرفع الحالة الاقتصادية للمجتمع ومعالجة مشاكله.
تصوير: جورج أورفليان
رقم العدد ١٦٢٥٦