الجماهير – وفاء شربتجي
يقع هذا السوق جانب خان الوزير بالقرب من جامع الصحابية أو الفستق سابقا ..
في بداية هذا السوق من طرف اليمين كان يوجد سابقا سبيل ماء ، كما ينتهي هذا السوق عند سبيل ماء التابع لخان الصابون ..
سمي بهذا الاسم نسبة إلى جامع قديم يقع داخله اسمه أصلان دادا ، فقد أعطى هذا الجامع اسمه إلى هذا السوق ..
يحتوي هذا السوق حوالي ثلاثون محلا تجاريا لبيع أنواع السجاد الوطني ، والجوارب الوطنية ، والألبسة الداخلية القطنية .
ولجامع أصلان دادا الذي يتوسط السوق مدخلان ، شرقي وغربي ..
الغربي يدخل إليه من أمام خان الكتان ..
وقد حفر فوق قنطرة الباب عبارة كتب عليها ، مسجد أصلان دادا بني عام 1082هجري ، .. الخ .
ينزل إلى الجامع بدرجات تؤدي إلى صحن الدار .
أما المدخل الشرقي ،فهو عبارة عن باب ينخفض بدرجتين ،تعلوه قوس ،يدخل إليه من داخل سوق أصلان دادا ..
ويعد بناؤه ضمن خانكاه البلاط التي رممت سنة 1672م .
وهي كعمارة تنتمي إلى العهد العثماني أكثر من إنتمائها إلى العهد السلجوقي ، ولعل الخلوات ومحراب القبلية يعود إلى العهد السلجوقي ..
يحتوي الجامع على باحة مستطيلة تضم حوضا كبيرا من الماء .
يحد الباحة من الجنوب قبلية ،أمامها إيوان ، وشرقها المدفن ،وعلى طرفيها غرفتان صغيرتان ، وفي الشمال إيوان شرقة دهليز حجري طويل يؤدي إلى داخل سوق أصلان دادا ، أي أن الجامع يتألف من قاعة وإيوان وقبلية والمدفن ، إن جامع أصلان دادا ، أصله زاوية تدعى زاوية البلاط ، أنشأها شمس الخواص لؤلؤ الخادم عتيق الملك ،رضوان إبن تتش السلجوقي ، سنة 509 هجري 1116 ميلادي الفترة السلجوقية .. وبقي محافظا على جماله وروعته حتى عام 2012 ميلادي ..
فقد تهدم هذا السوق بفعل الإرهابيين بنسبة كبيرة ، وحافظ الجامع على شكله القديم تقريبا ، وقد عبث بأماكن قبور الأولياء ، لكن بالمجمل مازالت رائحة الأولياء الصالحين وكراماتهم تنبعث منه ، ومازالت النقوش والقباب الجميلة تحكي لنا الحكايا ..ومازالت شجرة الكباد تطرح ثمرا .. ومازال إصرار التجار على عودتهم إلى محالهم ..فقد قام البعض منهم بترميم محله ، آملين بعودة الباقي وترميم محالهم أيضا كي يعود الألق لهذا السوق ..
آملين بعودة الحياة له من جديد ، ليعود كما كان صلة وصل بين باقي الأسواق المتزاحمة المتراحمة فيما بينها ..والمتفردة كل منها بخصوصية لاتشبه غيرها .. لتكمل سلسلة الجمال لأسواق حلب العريقة .
رقم العدد 16258