ملف الأسبوع : واقع العملية التعليمية والتربوية …الحاضر والمستقبل ..الأهالي: نفتقد لكوادر تدريسية مدربة في المدارس.. •المعلمون : الإزدحامات الصفية و عدم جاهزية البنى التحتية يعرقل العمل التدريسي.. •متخصص في كلية التربية : تمكين المعلم مادياً وضبط الزياد
الجماهير || وسام العلاش
تعتبر عملية التطوير التعليمي أحد أهم سمات المرحلة التي يبنى عليها جيل المستقبل وهي مطلب أساسي في العملية التربوية المتجددة باستمرار مع تطور متطلبات الحياة بكافة قطاعاتها و تُعَد المدرسة بمثابة الركن الأساسي لسير العملية التربوية وأن الحاجة الدائمة للتطور مطلوبة لما لها من تغييرات مفصلية في جميع قطاعات الحياة ..
فما هو واقع العملية التربوية وماهي متطلبات تطويرها ؟؟ و الصعوبات التي تعيق حركة تطور التعليم بالنسبة للطالب والمعلم ..هل حققت المناهج الحديثة أهدافها في تحفيز الطالب على التفكير التحليلي بدلاً من أن يكون متلقياً للمعلومات!!!
آراء و انطباعات الأهالي على المناهج الدرسية:
تقول بشرى عن رأيها بالمناهج الدراسية وهي أم لطالبين في الصف التاسع والسابع بأن المقومات اللازمة لنجاح المناهج الحديثة غير كافية فالمناهج أصبحت استنتاجية وتعتمد على التحليل المنطقي للطالب من خلال الفهم وهي بحاجة لكادر تدريسي مدرب لنجاح العملية التربوية.
بينما يضيف أحمد والد طالب بأن المناهج الحديثة لاتحاكي الواقع الدراسي البعيد كل البعد عن واقع المدارس من حيث البنية التحتية وتجهيزاتها لاستيعاب الطلاب.
الكادر التعليمي :
من جهة أخرى بينت المعلمة هبة العجيلي بأن الصعوبات التي تواجه المدّرس داخل الصف والتي تعيق تنفيذ النشاط التعليمي هو أعداد الطلاب بالنسبة للمناهج فهي تناسب الخطة الدراسية بينما لا تتناسب مع واقع المدرسة والصفوف بينما الدورات التدريبية مفيدة وترفع من مستوى المعلم لكن يصعب تنفيذ ما تم تلقيه في هذه الدورات لعدم توفر البنى التحتية في أغلب المدارس وأهمها الكهرباء الصناعية ( طاقة شمسية – أمبير ) وبعض الوسائل التعليمية لأغلب المواد.
الخطط الدراسية:
وتذكر المعلمة زهرة الحلبي السبب بأن أجوبة الأسئلة غير موجودة بالدروس وبالتالي الطالب يبحث عنها في شبكة الانترنت ويأخذ المعلومة جاهزة بدون أن يفكر ويجد الحل بنفسه وكذلك أغلبية المدارس والصفوف تعاني من ازدحامات صفية وهي لا تناسب الواقع لأنه توجد كثافة سكانية في أغلبية الأحياء والمدارس المتضررة الغير مؤهلة حتى الآن وبالتالي في ظل ظروف الكورونا يجلس التلاميذ أربعة في المقعد بينما يكون عددهم الكلي في الصف بحدود / ٥٥ و٦٠/ طالباً .
مستوى المناهج:
تقول ناهد البرهو مديرة مدرسة بأن مناهجنا تحتاج لديناميكية أكثر لمواكبة التطور العصري و المعرفي و التقاني و الإتجاه لوضع مناهج تسير وفق مسارات تعليمية تتناسب مع الحياة العملية لمواكبة سوق العمل و الانتاج ..
والاهتمام بالتكنولوجيا و الصناعة الحديثة والشبكات و التقنيات وإعطائها أولوية في المناهج على حساب المواد الادبية و دروس حشو المناهج التي لايستفيد منها الطالب في الحياة العملية .
صعوبات على مستوى العملية التربوية:
وتبين البرهو بأن العملية التربوية بحاجة دائمة لدورات تطوير أطر تعليمية لمواكبة التقنيات التعليمية الحديثة..
علماً أن صعوبات العملية التربوية متعددة فمنها ماهو على مستوى الكوادر التعليمية حيث أن المعلمين الخاضعين باستمرار لدورات تدريبية غير قادرين على استخدام طرق و تقنيات تذلل كثير من الصعوبات التعليمية لذلك نحن بحاجة دائمة لدورات تطوير أطر تعليمية لمواكبة التقنيات التعليمية الحديثة..
الإدارة والبيئة المجتمعية:
كما تذكر البرهو صعوبات على مستوى الادارات المتحجرة والمتقيدة بالنظام الداخلي و السجلات و الدفاتر … بالإضافة لصعوبات البيئة الاجتماعية (أهالي الطلاب) المحيطة بالمدرسة حيث أن أغلب اهالي الطلاب لايتفاعلون مع المناهج الحديثة و يعتقدون أن المدارس عبارة عن مكان للقراءة و الكتابة و لايؤمنون بالمناهج المطورة و الطرق التفاعلية و تقنيات التعليم والمشاريع .
وبين الادارات المتحجرة و المعلمين غير المدربين و أهالي الطلاب غير المتعاونين يتم تفريغ المناهج من مضمونها العلمي المراد تحقيقه .
المناهج لا تتناسب مع الخطة الدرسية:
وتتابع ناهد البرهو بأن المناهج غير متناسبة أبداً مع الخطة الدراسية مثال على ذلك : مادة اللغة الانكليزية حيث بينت أن عدد الحصص الاسبوعية ٣ حصص فقط من الصف الاول الابتدائي حتى الشهادة الثانوية (البكالوريا ) وهي غير كافية أبداً لتمكين الطلاب من المادة واقترحت البرهو أنه من المفروض أن لاتقل الحصص عن ٥ حصص دراسية في الأسبوع .
خبرة المعلم وأهمية الدورات التدريبية:
و بالنسبة لواقع المدارس وازدحام الصفوف أرجعت البرهو ذلك لخبرة المعلم و ديناميكية الادارة بغض النظر عن عدد الطلاب التراكمية في الصفوف التي تتجاوز في بعض المدارس ٦٠ طالب في الصف .
وأكدت على دور الدورات التدريبية التي لها أثراً كبير جداً على المعلم المجتهد وأوضحت بأن الفرق كبير بين المعلمين الخاضعين لدورات و المعلمين المتغيبين عن الدورات التدريبية.
مقترحات لتطوير العمل:
وتوضح المعلمة فاطمة الأسعد أنه يجب التكثيف في أعمال وصيانة عدد المدارس للتخفيف من ضغط الطلاب وخاصة في الأحياء المكتظة بالسكان والاهتمام أكثر بواقع التلاميذ والمعلمين مشيرةً بأن العوائق الهامة للعملية التربوية هي حجم وعدد الكتب المدرسية التي ترهق التلميذ والأهل فكرياً وجسدياً في آن معاً.
• وأضاف موجه فضّل أن لا يعرف عن اسمه مقترحاً يضم توطين المعلمين وتأمين السكن و المواصلات لهم وتأمين كادر مؤهل تربوياً من خلال فتح مسابقات واتباع دورات منهجية مأجورة إضافةً لوضع برنامج المكافأة والمحاسبة بشكل عادل و تقويم العاملين بالقطاع التربوي بشكل متواصل .
• ولدى سؤال “الجماهير” للاختصاصي الدكتور حليم أسمر من كلية التربية عن أهمية تطوير سير العملية التربوية وكيف يتم تجاوز الصعوبات التي تواجه عملية التطوير التربوي قال بأن هناك اجتماعات دائمة بين المديريات ووزاراتها يتم فيها مناقشة دائمة لسير العملية التربوية وعلى ضوئها توضع المناهج التطورية ضمن خطط تربوية بعد الاستماع لمقترحات هذه اللجان المختصة ومتطلبات مديرياتها والجهات المعنية.
مضيفاً بأنه في عام ٢٠١٧ كان هناك الوثيقة الوطنية لتطوير المناهج حيث نشر في هذه الوثيقة استشراقات تربوية لها أهميتها إذ طرحت فيها المسارات التربوية المؤلفة من مثلث الإيقاع الأول هو /تعلم – أفهم- تكون /أما الإيقاع الثاني هو/ تعلم -احفظ- تملك /.
ويرى الدكتور أسمر أن الإيقاع الأول غني ويهيئ للمتعلم الدخول في الكونية والفهم كما تطمح في تطبيقه كل دول العالم أما الإيقاع الثاني فهو إيقاع محدود وفقير بالتملك و ثقيل.
•أسباب التراجع في عملية التطوير التربوي:
ويذكر الدكتور أسمر بأن الوثيقة الوطنية لتطوير المناهج نحت بالاتجاه نحو الإيقاع الأول لعدة أسباب أبرزها الواقع الذي نعايشه إضافةً للحرب الإرهابية التي تعرض لها البلد إلا أنه ليس السبب الرئيسي وإنما الواقع لم يساعد على تطبيق اللائحة الداخلية لعملية التطوير التربوي فالمسألة السكانية والتوزع الديموغرافي والزيادة في عدد الولادات مع تضرر المدارس بفعل الحرب كلها أدت إلى ظاهرة الازدحام الصفي وبهذه الأسباب فُرض على سير العملية التربوية طريقة /الإلقاء/ وتعتبر طريقة مفيدة وتفي بالغرض .
ويبين الدكتور أسمر ومع هذا الواقع فإن منحنى المناهج المطورة واستراتيجياتها كانت تسير باتجاه لم تجسد الواقع المناسب والصحيح لتطبيق فنياتها المتمثلة في / التعلم التعاوني- تعلم المجموعات – عصف الدماغ- والحوار../
• كيف يمكن تطوير العمل التربوي والنهوض به:
ويقول الدكتور أسمر للنهوض في العملية التربوية يجب تمكين المعلم من الناحية المادية ليحافظ على طاقته التي بات يستنفذها بسبب الدروس الخاصة وانشغاله عن مدرسته.
كما يضيف في حديثه بضرورة إعادة مكانة المعلم الحقيقية والاهتمام بتدريبه وخاصةً بعد التخرج بالتأهل لسنة دبلوم وهي سنة ترميمية تربوياً في مجالات متعددة .
كما أشار الدكتور أسمر بأهمية التربية العملية بحيث تمكنه من صقل مهاراته وسلوكياته إما عبر دروس تدريبية في المدارس أثناء الدوام الرسمي أو عبر طريقة/ التعليم المصغر/ أي بإلقاء الدرس لزملائه المعلمين.
وخلص الدكتور أسمر إلى أهمية المؤسسة التعليمية وضرورة النهوض بها من قبل كافة الجهات والقطاعات العامة والمؤسسات البحثية لتطويرها ولما لها من مكانة مميزة ومتكاملة في عملية التطور وبناء الأجيال.