أهمية توطيد وتعميق العلاقات الثقافية ما بين إيران وسورية في حوار مفتوح..

الجماهير – أسماء خيرو

أهمية التبادل الثقافي وتوطيد العلاقات الثقافية ما بين سورية وإيران كان من أهم ما طرح في اللقاء والحوار المفتوح الذي أقامه اتحاد الكتاب العرب فرع حلب ( وأشار إليه كل من الأديبين الإيرانيين ( علي أصفري عزتي – ومهدي كفاش ) في مقر الاتحاد في شارع بارون .
وتحدث الروائي كفاش في بداية الحوار المفتوح قائلا: إنه لشرف كبير له بعد سنتين من زيارته لمدينة حلب أن يكون حاضراً في هذا الحوار وفي صرح كصرح اتحاد الكتاب العرب مبينا بأنه منذ سنوات جاء إلى حلب وكتب فيها روايته ( موعد مهنا ) وأن هناك اختلافا كبيرا ما بين حلب اليوم والأمس إذ لاحظ عند دخوله للمدينة بأنها متجددة وفي طريقها لبناء مستقبل أفضل مبني على عماد الثقافة والعلم فما ينهض بالأمم ليس المال فقط بل الرؤية الفكرية الثقافية .
ولفت الأديب إلى الاختلاف مابين الرؤيا والأحلام وإلى أن الأدب الروائي لا يكون روائيا إلا إذا كان لدية المقدرة على رؤية المستقبل والتخيل مبينا بأن للقصة القصيرة والرواية وظيفتين أساسيتين وهما “الإنذار والبشارة” وأن العالم الغربي بدأ بصناعة مستقبلة من خلال النتاجات الروائية المختلفة المبنية على التخيل والواقع ،فالرواية لها تأثير كبير على السلوك الإنساني وكيفية تعامله مع القضايا الكبرى من حروب وأمراض وحوادث أليمة، إذ تمثل من وجهة نظره نوعا من اللقاح ضد الأحداث تجعل الإنسان أكثر استعداداً لمواجهة أية مشكلة نتيجة قراءة الروايات ذات المضمون المشابه لما يحدث في الواقع .

مؤكدا في ختام الحوار على ضرورة أن يمتلك الأديب الجرأة ليكتب ويستخرج الرؤية الداخلية التي لديه وينشئ الرواية المليئة بالأحداث الواقعية فالكتابات العظيمة جميعها تنبثق من الرغبة الملحة لنقل الواقع وتخيل المستقبل بشكل أفضل وأجمل.
الأديب عزتي بدوره عبر عن سعادته لزيارة مدينة حلب الأثرية قائلا : بأن زيارته هذه تعد الثانية حيث قام خلالها بزيارة العديد من الأماكن ومنها ( مقام مشهد الحسين ، ومقام السهروردي ) كما التقى بعدد من الأدباء والمثقفين موضحا بأن مدينة حلب تحظى منذ قرون بأهمية كبرى لدى الباحثين والمثقفين في إيران إذ أنهم يتابعون أحداثها بشكل مستمر .
ومن ثم تطرق إلى العلاقة القوية ما بين سورية وإيران وإلى آخر الأعمال الإيرانية التي نشرت عن مدينة حلب وإلى الأعمال الروائية العربية والعالمية التي تتم ترجمتها منها رواية “موت الصغير” للكاتب محمد حسن علوان، مشيرا إلى أن المجتمع في إيران مجتمع أدبي بامتياز نشيط جدا في المجال الثقافي اطلع وقرأ العديد من روايات الأدب العالمي والعربي ، ولديه العديد من النتاجات الأدبية التي لا تقل أهمية عن النتاجات العالمية والعربية .
ونوه الأديب بأن الهدف الكامن من وراء هذا الحوار المفتوح إيصال صوت مثقفي حلب إلى مثقفي إيران وتوطيد وتعميق العلاقات الثقافية ما بينهم من خلال دعوة الأدباء السوريين للذهاب إلى إيران والاطلاع على المشهد الثقافي وبالعكس، مضيفا بأنه اطلع وقرأ نتاجات أدبية عن سورية ومنها ( آثريا ، العقل العربي ، شام الثلجية ، القباب السبعة ) وكتب رواية عن أحداث في سورية وطبعت ونشرت وتم بيع ١٠ آلاف نسخة منها. وأنه سنويا في إيران تتم ترجمة ما يقارب العشرة آلاف رواية وقصة من اللغة العربية إلى الفارسية، آملا أن تكون الإسهامات والتعاون في المجال الثقافي مشتركا ومتبادلا ما بين الطرفين ..
ت : هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار