الجماهير – عتاب ضويحي
ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية الأرمنية التي يقيمها اتحاد الكتاب العرب فرع حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة على مسرح ثقافي العزيزية، وبهدف توطيد العلاقات السورية الأرمنية، قدّم الباحث محمد جمعة حمادة والدكتورة زبيدة القاضي ندوة عن “صورة الأرمني في الرواية العربية” من خلال روايتي خان الزيتون لفيصل خرتش والفم الكرزي لحنا مينة.
بداية تحدثت الدكتورة قاضي في “خان الزيتون وثيقة شعب” عن صورة الأرمني المختلفة بقوميته ولغته رغم أنه جزء من النسيج السوري إلا أن هناك تماثلا واختلافا ،فتجسد التماثل بين الأنا والآخر من خلال شخصية عامر الشاب العربي المسلم مع شخصية الآخر ساكو الشاب الأرمني المسيحي، إذ كان الأول يحاول مماثلة الآخر في عاداته وتقاليده، والانفتاح معه، وبالمقابل كان هناك اختلاف بين الشخصيات من حيث المهنة والأحلام والعادات والتقاليد والآراء السياسية إلا أن التسامح كان قاسماً مشتركا بينهما.
وتطرقت القاضي لسمات صورة الآخر “الأرمني” الإنسانية والشخصية والتاريخية والثقافية والاجتماعية، وخلصت إلى القول إن الكاتب فيصل خرتش حاول أن يقدم صورة واقعية عن الأرمني بحلب من خلال سماته الاجتماعية والثقافية وفي علاقاته مع العربي المسلم، وبذلك تعد رواية خان الزيتون شاهداً على مأساة الأرمن ورديفاً في كتب التاريخ ووثيقة اجتماعية وسياسية وثقافية “وثيقة شعب”.
وفي سياق متصل تناول الباحث حمادة (الآخر في رواية الفم الكرزي لحنا مينة) رواية من الأدب الواقعي تحمل القارئ لسلسلة من الأحداث والصور الفوتوغرافية المخبأة بين السطور، وقعت أحداثها بين عامي 1938-1946،تدور أحداثها في مدينة كسب باللاذقية، إذ جمعت قصة حب بين بيرانيك فاهيان الأرمنية وجواد الصفصافي السوري، ورغم الطابع العاطفي للرواية إلا أنها تحدثت عن مرحلة خاصة من مراحل النضال في سورية، وكان النضال الأرمني جزءا من النضال العام، و كفاحهم من أجل الاستقلال وطرد الاحتلال الفرنسي من سورية ولبنان هو نفسه كفاحهم من أجل أرمينيا لتنال استقلالها، وأشار حمادة إلى أن الآخر في الرواية تمثل بشخصية بيرانيك الشيوعية التي آثرت العودة إلى أرمينيا على حبها لجواد إيمانأ منها بأن الأشخاص يزولون والقضية تبقى.
شارك الحضور بطرح الأسئلة والمداخلات التي أغنت الندوة، وأدار الجلسة والحوار الكاتب فيصل خرتش.
تصوير – هايك أورفليان