الجماهير || زينب شحود
نصحني أحد الأصدقاء بعدم الكتابة عن أية مشكلة خدمية باعتبار انه لا أحدا يقرأ من المعنيين – بحسب قوله – ولا أحد يهتم أو يتعظ أو يحاسب ، فعزمت الأمر وقررت ألا أقول شيئا إلا الحديث عن جولة بسيطة قمت بها في أحد شوارع حلب النظيفة
وبينما كنت أحاول المشي في حي صلاح الدين ؛ ولا أعتقد أن لصلاح الدين دخل في هذا الحي سوى انه يحمل نفس الاسم فقط فلا علاقة للإصلاح بشوارع هذا الحي ، أكوام قمامة هنا، مياه عفنة جارية هناك ، عواميد كهرباء تشبه فزاعات الحقول من كثرة الأشرطة والأكبال المعلقة عليها ، جرذان تتدحرج هنا قطط تموء هناك ، روائح غريبة منبعثة لا أدري مصدرها، أنقاض مكدسة يمينا وأبنية مدمرة يسارا ، حتى كدت أخاف المشي تحت أسقف الأبنية المعلقة في الهواء والتي قد تسقط في أي لحظة ، هذا ناهيك عن الجولة المريحة التي استضافني بها ميكرو باص الحي – وتحتاج للكثير الكثير للحديث عنها ربما في الأعداد القادمة.
وبينما كنت أمشي وأكاد أقفز أحيانا وربما أحاول الطيران نتيجة عدم وجود رصيف واضح المعالم للمشي عليه ، استوقفت بعض أبناء الحي للحديث معهم حول سوء الوضع الخدمي فيه وخاصة أكوام الأنقاض والأسقف والجدران المعلقة في الهواء والتي سيؤدي سقوطها إلى حوادث مريعة
إضافة إلى أكياس القمامة المكدسة هنا وهناك ، عبر الكثير منهم عن ارتيابهم من حدوث الإنزلاقات في الأنقاض المدمرة والمعلقة في الطوابق العلوية للأبنية خاصة في فصل الشتاء آملين إيجاد حلول بأسرع وقت ممكن مطالبين الجهات المعنية بالاهتمام بالوضع الخدمي لحي صلاح الدين.
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن فور الاستماع لشكاوي سكان هذا الحي : هل هو إهمال من الجهات المعنية ؟ و لماذا عجلة الترميم لم تدر بعد في حي صلاح الدين ؟ بانتظار الإجابة التي نأمل أن تكون تحركا جديا لتحسين واقع هذا الحي الشعبي.