في احتفالية الأسدي الثقافية … نصب تذكاري تخليداً لذكراه

الجماهير – عتاب ضويحي

ضمن فعاليات الاحتفالية الثقافية لمناسبة مرور الذكرى ال”50″ على رحيل العلامة خير الدين الأسدي، أقامت مديرية الثقافة بالتعاون مع جمعية العاديات وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بحلب، ندوة علمية وثقافية بمشاركة الدكاترة محمد حسن عبد المحسن، وميادة مكانسي، وحسن شوال وناديا حسكور، بأبحاث حول مؤلفات الأسدي وكتبه، وذلك في قاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

بداية تحدثت الدكتورة حسكور عن أسماء الشهور القمرية والشمسية التي درسها الأسدي دراسة لغوية تفصيلية، وماتعلق بكل شهر أو يوم من عادات وتقاليد وأمثال تراثية مرتبطة بحلب، وتطرقت إلى ماقاله الأسدي عن هذه الأشهر وأصولها، والعلم الذي مارسه في تأصيل أسماء الأشهر هو الدرس التاريخي للألفاظ وبيان أصولها وجولاتها بين الشعوب.

من جانبها تناولت الدكتورة مكانسي ثلاثة محاور في قراءتها النقدية لكتاب أغاني القبة لمؤلفه الأسدي، الأول حول الأسدي وعلاقته بمدينته حلب التي اقترنت به واقترن بها، وتقطر حرفه بالوجد تحت قبابها وتتبع معاني اسمها بدقة العالم ولهفة العاشق، و المحور الثاني حول أغاني القبة مابين حلب وحافظ الشيرازي فكما أهدى معلمه وملهمه حافظ الشيرازي حبه وشغفه لشيراز، أهدى الأسدي ذوب نفسه لحلب وقال فيها ديواناً كاملاً “أغاني القبة” جعل كل أساطين الشعر الصوفي يرددونها، والمحور الأخير كان عن القيمة الجمالية لأغاني القبة والتي تجلت في التقاطات الأسدي النادرة عبر النحت والاشتقاق ومقاربة النص الصوفي، إلى جانب تفوقه اللغوي الذي جعل من أغاني القبة نموذجاً حياً لتصوف اللغة.

وفي سياق متصل تحدث الدكتور شوال عن كتاب حلب – الجانب اللغوي، الذي يقع في 236 صفحة، تفردت جميعها بالبحث في أصل كلمة حلب ومن أين جاءت التسمية، وتطرق لعدة مسميات لحلب في اللغات السريانية، الكلدانية، المصرية، منوهاً إلى أن هذا الكتاب لغوي بامتياز يحتاج للاطلاع والتدقيق بحذر واهتمام شديدين.

فيما تناول الدكتور عبد المحسن الظلم الذي عاشه الأسدي حياً وميتاً، فقد عاش حياة بائسة وكان أكثر النابغين اكتواء بنار الألم، فقد يده وبعدها أمه، وخسر مكتبته التي تعد من أضخم المكتبات في سورية ولبنان، وخسر ماله بعد تأميم شركة الغزل والنسيج، أصابه المرض وفتك بجسده واستقر به المطاف في مأوى العجزة ليموت وحيداً ويدفن وحيداً ولا يعرف له قبر، وختم بالقول بأن الأسدي سيبقى حياً في ذاكرتنا بإرثه الثقافي والأدبي واللغوي الفريد والثمين، ففضله لا ينسى.

كما تضمنت الفعالية افتتاح الدكتور أحمد عيسى نائب رئيس جامعة حلب قاعة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية- قسم الآثار باسم الأسدي ،ورفع الستار عن التمثال النصفي للأسدي قدمه النحات بكري عبد القادر بساطة هدية لروح واسم الأسدي، حاول بساطة كما أوضح للجماهير في لقاء معه أن يعبر عن شخصية الأسدي الصوفية هذا الجانب المهمل، وطبع كلمات من أغاني القبة على الرداء الأخضر الذي يوشحه أهمها “هو” ، مشكلاً الواو بأكثر من اتجاه، وكان الرداء الأخضر رمزاً لتصوفه وزهده في الدنيا ومباهجها، ورأسه المرفوع رمزاً لعزة نفسه.
وفي نهاية الندوة وزعت الدكتورة سوسن رجب عميد كلية الآداب الشهادات التقديرية على المشاركين في هذه الندوة العلمية القيمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار