العيد في التراث الشعبي الحلبي في محاضرة لاتحاد الكتاب العرب

الجماهير || عتاب ضويحي

أقام فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة محاضرة بعنوان “العيد في التراث الشعبي” للدكتور محمد حسن عبد المحسن، في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد أمس.
تطرق المحاضر بداية للحديث عن الأدب الشعبي، تعريفه، خصائصه إلى جانب تعريف مصطلح العيد لغوياً، لينتقل بعدها باستعراض العيد وطقوسه الخاصة في حلب، إذ كانت مدافع العيد تطلق من قلعة حلب إيذاناً بالعيد 5 مرات حسب أوقات الصلاة، والعيد 2 الأول عيد الفطر ” الزغير “والأضحى” الكبير “، وتسمى أول ليلة للعيد بالليلة اليتيمة، ومن الطقوس المتبعة إضاءة المساجد، تعليق الزينة، إنشاد الموالد، ومن العادات الحلبية إعطاء المسحراتي العيدية، الطعام، الثياب وغيرها.
أما الأسواق فلا تنام إذ يبدأ موسم تجاري كبير “لباس وألعاب الأطفال” ويقف الباعة للتدليل على بضاعتهم ومن أقوالهم “ياريت كل يوم عيد ومكسب مامنريد”، والأسواق درجات تتناسب حسب دخل المواطنين، منها مرتبط بالأيام “جمعة، أحد، خميس” أو بالمكان “زهراوي، محمص”.
كما ذكر المحاضر أهازيج العيد التي يرددها الأطفال منها” بكرة العيد ونعيد وندبح بقرة سعيد، وسعيد مالو بقرة، ندبح مرته هالشقرا “وأيضاً يطلب الولد من أبيه شراء كسوة العيد بقوله “يابو أجى العيد اشتريلي صايتي وصرمايتي”.
أما موائد العيد فعامرة بأنواع المطبخ الحلبي “محاشي، كبب، فريكة، قبيوات” وتصنع النساء أنواع الحلويات كافة” كرابيج، معمول فستق، غريبة، كعك العيد، قراص بعجوة “ومن أقوالهم “إلي مابيحضر العيد ماله كعك”.

ومن عادات العيد أيضاً تنظيف البيت كاملاً والذهاب لحمام السوق، وذهاب الرجال لصلاة العيد بأبهى حلة، وتبدأ تكبيرات العيد، وزيارة المقابر لقراءة القرآن وتوزيع الحلوى والسمبوسك” على روح الميت.
وتناول المحاضر في معرض حديثه آداب العيد إذ يحدد يوم أو أكثر لاستقبال الضيوف، ولتبادل الزيارة معهم، ويصطحب الأب أولاده في الزيارات وتبادل التهنئة، كما يأخذهم لمكان العيد والأراجيح، ويردد الأطفال مع صاحب الأرجوحة “الجوجحانة ” أغاني عديدة منها” عندي وزة، يويو ، تنقر الرزة، يويو، والرز غالي، يويو، بأربع مصاري، يويو، مصاري العيد، يويو، أبوكم سعيد، يويو، لفته حمرا وطربوشه جديد” أيضاً “ياحج محمد عطيني حصانك”، “هدا دور الشحمة، وهدا دور اللحمة، والي مابينزل بيوقع”.
وفي عيد الأضحى يتابع المحاضر يزور الأهالي المسجد الكبير بالتزامن مع وقفة الحجاج على جبل عرفة، وتبدأ مراسم استقبال الحجاج بالزينة والأعلام وتجهيز مائدة عامرة يتناول الضيوف الطعام مع الحاج، وتوزع ضيافة العيد وراحة الحجاج.
وأشار الدكتور عبد المحسن إلى منغصات العيد في وقتنا الحالي إذ اختفت أكثر العادات الجميلة واختلفت طقوسه، وضعفت العلاقات الاجتماعية، وغلاء الأسعار غيب الكثير من الطقوس، لكن يبقى العيد فرصة للتواصل الأسري وتجديد العلاقات والمعاني الإنسانية والروحية وتقوية صلة الأرحام، رغم تراجع ألقه وتراجع معناه المعنوي.
هذا وقد شارك الحضور بالمداخلات، وإضافة طقوس وعادات أخرى متبعة في الريف والمدينة.
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار