الحصول على ثواب الحج

بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة

قلبي يحنُّ لكعبة الرحمنِ
متشوّقاً ولروضة العدنانِ
يا ربنا منعوا الحجيج وإننا
نشكو إليكَ مظالمَ الإنسانِ

تأتي أشهر الحج على الأمة الإسلامية جمعاء، ويتهيأ الناس من سائر الأقطار للسفر إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، ونحن في سورية ومنذ ما يزيد عن العشرة سنوات وإلى أيامنا هذه مُنع شعبنا من الحج إلى بيت الله الحرام، ورغم ما في هذا العمل من ظلمٍ وإجحافٍ فإنه يفتح لكل من أراد الحج ولم يستطع أبواباً عظيمة من الخير تعود عليه بنفس ثواب الحج وهو في بلده، وما ذلك إلا لعظيم فضل الله تعالى على الناس في كل زمانٍ ومكان وتكاد تنحصر الأعمال التي يحصل المرء من خلالها على ثواب الحج في ثلاثة أقسام هي:

أولاً : الأعمال التي تخصّ علاقة الإنسان مع ربه وقد حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي:
– شهودُ الفرائض في جماعةً في المساجد، فعن أبي أُمامةَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعة فهي كحَجَّة، ومَن مشى إلى صلاةِ تطوُّعٍ فهي كعُمرةٍ نافلة) رواه أحمد والطبراني
– أداءُ الفجر جماعةً في المسجد، ثم الجلوس لِذكر الله حتى تطلعَ الشمس، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ؛ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ ) رواه الترمذي
– صلاة الجمعة تعدل حجة تطوع يقول التابعي الجليل سعيد بن المسيب عن حضور الجمعة: هو أحب إلى من حجة نافلة.

ثانياً: الأعمال التي تخص علاقة الإنسان مع الآخر وهي:
– جبر الخواطر وقضاء حوائج الناس يقول التابعي الجليل الحسن البصري: مشيك فى حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة.
– بر الوالدين اعظم حجة فهما جنة الدنيا والاخرة فعن أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم وصى رجلاً ببر أمه وقال له: (أنت حاج ومعتمر ومجاهد) يعني: إذا برها.
– التوقف عن ايذاء الناس قال الفضيل بن عياض: ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان.
ثالثاً: أعمال تتداخل فيها علاقة الإنسان مع ربه ومع ذاته ومع الآخر وهي تعدل ثواب الحج من ذلك: حضور مجالس العِلم في المساجد تَعلُّمًا أو تعليماً، فعن أبي أمامةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ؛ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حَجَّتُهُ) [رواه الطبراني في الكبير.
ونحن في وطننا العظيم سورية إن مُنعنا من الحج فالأجر حاصل بتلك الأعمال الصالحة.
اللهم اعد عوائد الخير على ربوع وطننا وشعبنا يا أكرم مسؤول.

⤵️⤵️⤵️⤵️

بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ⯑⯑
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار