الجماهير || وسام العلاش
أقامت قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي مكتب الإعداد والثقافة والإعلام وبالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية الشهباء ندوة حوارية عنوانها “الهوية الوطنية مفهومها -مقوماتها -مفرزاتها -التحديات في يومها الثاني والتي أدار فيها الحوار الدكتور عصمت بوابة حيث أشار في مستهل حديثه إلى ماهية الهوية الوطنية مفهوماً ومصطلحاً فهي تشير إلى وطن الفرد، وهو مصطلح قديم ومتجدد ومحدث ويرتبط بالمواطنة والانتماء ، بالمفهوم الشامل عرفه الدكتور بوابة أنه يتفرع لجانبين الأول معنوي وملموس ويتمثل بالمفهوم العام للهوية الوطنية كالبطاقة الشخصية التي تحمل مجموعة من الخصائص في الانتماء للوطن ومعترف عليها على المستوى العالمي، ويحمل على حامل هذه البطاقة الشخصية مسؤوليات هي الدفاع عن الوطن والسعي لتنمية الوطن وأن يظهر روح الانتماء للوطن الذي ينتمي إليه .
وأشار الدكتور بوابة لأهم مقومات الهوية الوطنية التي تجمع مواطنيها كالتاريخ المشترك وعوامل عدة اقتصادية واجتماعية إضافةً لعوامل رمزية معنوية ملموسة والتي تتمثل بالعلم والنشيد الوطني ، إضافةً لعوامل مشتركة كالحقوق وواجبات الفرد ضمن محيط وطنه كحق التعلم والتملك والحياة والصحة مضيفاً دور المنظمات والمؤسسات المجتمعية بأشكالها وكياناتها المختلفة ومالها من دور مؤثر على كافة الأصعدة في مجالات الحياة.
وبين الأديب جمال طرابلسي خلال الحوار عن علاقة الهوية الوطنية كوطن وانتماء ذاكراً في حديثه : أن مفهوم الوطنية هو حالة موجودة ويجب تتبعه وإدراكه بشكل جيد ، مشيراً أن كلمة وطن موجودة منذ القدم واستخدامها كدلاله مكانية وجغرافية وعليه نشأت مناطق وأوطان.
ويرى أن مفهوم المواطنة بمعناه الجديد بالمعنى اللغوي أن كلمة واطن تعني شارك على وزن فاعل ويعني مشارك ، وهنا تترتب مسؤوليات حقيقية بحسب ما أورد تتعلق بالمشاركة فيما يخص المعنى اللغوي.
وفيما يتعلق بالانتماء يوضح طرابلسي أنها مسألة طوعية وفطرية فمثلما ينتمي الإنسان إلى مجموعات تشبه صفاته ويتفاعل معها، كذلك الانتماء للدولة هو عملياً انتماء لمؤسسات وكيانات ويتحقق ارتقاء المواطنة بحسب وضع الإنتاج الاقتصادي والإيديولوجيا التي تمثلها الدولة.
وعن التحديات التي تواجه الهوية الوطنية يرى الدكتور حليم أسمر في كلية التربية أن هنالك مداخل ومسارات يستطيع كل مواطن سوري الإجابة عليها لأنه مطلب” هوياتي ” وهو مطلب بعد الح*رب ومازال لمّا ننتهي من آثارها.
مشيراً في حديثه: أن الجميع أمام منعطف تاريخي يتطلب إعادة النظر بالهوية الوطنية كونها شعور وفعل وليست صنميات، وانطلاقاً من شكلها الصحيح سيتم محاولة كشف الغطاء الذي في هذا الغطاء جذور سورية مغيبة حتى الآن في كثير من العناصر والمدارس الفكرية سواءً بالفلسفة أو التاريخ أو الحقوق والهندسة وأن هذه العناصر هي مكونات الهوية السورية.
وطرح الدكتور حليم خلال حواره مجموعة مسارات أهمها بأن السوريون مسؤولون أمام التاريخ في إنتاج الهوية الوطنية المنفتحة الديناميكية على جذور سورية قوية متخطين ما نالته الح**رب و ضرورة إعادة النظر في ما يحتاج من طرح أفكار وإعادة التعريف بها و أهمها الأرض والجغرافية ، مشيراً أن قوة القوم من قوة الوطن وأن الهوية السورية وقعت بين مطرقة سندان القومية والعالمية
وذكر الدكتور أسمر كلمات مترابطة لا يمكن إلغاء واحداً منها ولا يمكن تحقيق هذا الثالوث إلا بوجودهم وهو وطن -وطنية -مواطنة .
كما وتطرق في حديثه إلى مصطلح الهويات القاتــ،ـلة التي تغرق المجتمع ( كمسخ انتماء) أي لا وجود له في هذه الأرض، وشدد على مكافحة الفساد والبحث عن حلول له وإيقاف هجرة العقول والعقول المؤجلة وكيفية استثمار العقل السوري وتهيئته ضمن حاضنات ذكاء والوصول إلى هوية وطنية بمفردات يجتمع عليها كل السوريين وجعلها وثيقة متفق عليها.
وعن مفرزات الهوية الوطنية وعوامل تنظيمها ذكر الدكتور الأديب فاروق سليم عدة محاور تتمثل في انتمائنا وهويتنا ومرتكزات هذه الانتماءات وتحديات الهوية وتجديد خطاب الهوية، كما وضع خلال حواره عدة توصيات أهمها إعادة تأطير الهوية الوطنية وفق المقومات والعوامل التي يمتلكها المواطن السوري في الجمهورية العربية السورية مع الأخذ بالاعتبار المعطيات الجديدة كالتكنولوجيا التي أصبحت خطراً على الشباب وكبار السن والحالات ناتجة عن الح*رب كهجرة فئات
عمرية مهنية خارج القطر وما أفقدته من تمسك في الهوية الوطنية، والبحث عن ثقافة فرح وسعادة والحرص على استقطاب السوريين في المهجر وبناء بنية اقتصادية وتفعيل الطبقة الوسطى كونها أساس المجتمع وتطوير التربية والتعليم.
حضر الندوة الحوارية أعضاء قيادة الفرع ورؤساء النقابات والمنظمات العلمية والمهنية.
ت: هايك أورفليان