انسحاب الجيش من السويداء… تثبيتٌ للاتفاق لا تراجع عن السيادة

بقلم جهاد جمال ……

الجيش العربي السوري لم ينسحب من السويداء لأنه عجز عن فرض الأمن أو خشي المواجهة بل انسحب في إطار اتفاق سيادي وطني تم التوصل إليه مع مشايخ ووجهاء السويداء تأكيدًا على أن الدولة ليست في مواجهة مع أبناء المحافظة بل في حالة شراكة معهم لحماية الاستقرار وإعادة الأمور إلى نصابها.

الاتفاق الذي جرى بين الحكومة السورية ووجهاء الجبل نصّ على بقاء قوى الأمن الداخلي والشرطة في المدينة بالتنسيق مع وزارة الدفاع لضمان تطبيق القانون واستمرار الحياة الطبيعية وهو اتفاق يكرّس عودة السويداء إلى حضن الوطن مثلها مثل باقي المحافظات السورية التي تعمل تحت راية الدولة الواحدة والمظلة الدستورية الجامعة.

الجيش لم يغادر ليترك فراغًا بل ليؤكد أن الدولة لا تدخل إلى مناطقها بالقوة بل بالتفاهم ولا تفرض هيبتها بالقمع بل بالثقة المتبادلة وهذا ما تم مع المشايخ والعقلاء الذين أدركوا أن لا مستقبل للسويداء خارج إطار الدولة وأن أي محاولة لعزل الجبل عن الجسد السوري ليست سوى خدمة مباشرة لمشروع التقسيم الذي يحلم به الاحتلال الصهيوني.

هنا يبرز الدور الحقيقي لوجهاء السويداء ووطنييها، فالمعركة لم تنتهِ بانسحاب الجيش بل تبدأ اليوم بمواجهة الخطر الداخلي المتمثل بعصابة الهجري تلك المجموعة التي اختارت الاصطفاف مع المشروع الصهيوني وخانت دماء الأجداد الذين واجهوا الاستعمار ولم يرضخوا له.

إن المسؤولية التاريخية اليوم تقع على كل وطني شريف في السويداء لقطع الطريق أمام هذا المشروع الخطير وللدفاع عن هوية الجبل كجزء لا يتجزأ من سوريا. الدولة فعلت ما عليها وفتحت الباب للحوار والعودة، وحافظت على كرامة الناس وحرمة الأرض… والكرة الآن في ملعب الشرفاء لحماية هذه العودة ومواجهة كل من يحاول تفخيخها من الداخل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار