بقلم جهاد جمال ……
في ظل الأحداث الجارية في محافظة السويداء تبرز الحاجة إلى التمييز الواضح بين أبناء المحافظة الشرفاء وبين من يحاول خطف صوتهم لحسابات شخصية ومشاريع خارجية إذ إن ما أقدم عليه المدعو حكمت الهجري لا يعكس إرادة الغالبية الساحقة من أبناء السويداء بل يعبّر فقط عن زمرة محدودة تدور في فلك الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والمرتهنة لأجندات انفصالية مشبوهة
محاولة تصوير ما يجري على أنه موقف جماعي لأهالي السويداء هي مغالطة خطيرة لا تخدم إلا أعداء الوطن فالأكثرية الصامتة من أبناء الجبل الوطنيين يرفضون الانجرار خلف خطاب التحريض والانقسام ويتمسكون بالدولة السورية كمظلّة جامعة وضامنة للاستقرار ويعلمون تماماً أن مصلحة السويداء لا تتحقق بالعزلة ولا بالارتهان للخارج بل بالتكامل مع بقية المحافظات ضمن وطن واحد لا يتجزأ
إزاء هذا الواقع تستمر الدولة باتخاذ خطوات حقيقية لنزع فتيل التوتر وضمان أمن المدنيين حيث تم مؤخراً تأمين نقل العائلات البدوية العالقة في مناطق التوتر داخل السويداء في خطوة إنسانية تعكس التزاماً بحماية الجميع دون تمييز كما تتواصل جهود إيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى المناطق المتضررة من أجل تخفيف معاناة السكان وتثبيت أجواء التهدئة بانتظار استكمال خطوات أخرى قادمة كلها تصب في خانة تعزيز الاستقرار وصون وحدة سورية أرضاً وشعباً
إن مواجهة هذه المرحلة الدقيقة تتطلب من الجميع وعياً عميقاً بحجم المؤامرة وتفريقاً دقيقاً بين الخائن والمواطن الشريف فالحساب لا يكون جماعياً ولا يجب أن تُعمّم الخيانة إلا على من ارتكبها فعلاً وسورية ستبقى واحدة موحدة بقوة وعي شعبها وتمسكه بدولته ومؤسساته