الإعلام السوري بين حرية التعبير ومسؤولية حماية القيم العليا

مصطفى الدناور ….

يمثل الإعلام في سوريا اليوم منصة حيوية تتسم باتساع مساحة التعبير ضمن ضوابط مسؤولة تهدف إلى حماية القيم الاجتماعية والثقافية التي تشكل نسيج المجتمع السوري ويركز الإعلام على النقد البناء كعامل مهم لتحفيز السلطة نحو تحسين الأداء دون المساس بثوابت الوطن واستقراره وحول حرية التعبير أكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن مجال الحرية في الإعلام يترافق مع مسؤولية واضحة لإقامة توازن بين حرية التعبير وحماية القيم الوطنية

الإعلام السوري لا يعتبر مجرد أداة لنقل الأخبار بل هو ركن مهم في العملية التنموية والسياسية والاجتماعية التي تساهم في بناء وعي الجماهير ويعمل ضمن إطار منظم يسمح بطرح الآراء المختلفة بشرط احترام القيم والتقاليد الأساسية للمجتمع الأمر الذي يحول النقد إلى وسيلة تطوير بناءة بحماية المجتمع من الفوضى والابتعاد عن الخطابات المدمرة
الحديث عن حرية الإعلام في سوريا زمن التحديات يتطلب فهمًا دقيقًا للمعايير التي تحكم الفصل بين حرية الإعلام وانفلاته وتأكيدًا على أهمية الضوابط التي تساعد في الحفاظ على التوازن بين الحق في المعرفة والحرية وبين المسؤولية الاجتماعية التي تحمي الهوية الوطنية والقيم المشتركة

لقد بات الإعلام السوري اليوم يعكس مرحلة من التطور تتسم بأهمية كبيرة في تعزيز الحوار الوطني وترسيخ مبادئ الانفتاح ضمن إطار يحترم الضوابط المجتمعية ويحفز المواطنين على المشاركة الفاعلة في الحياة العامة مع التأكيد أن هذا التوازن يمثل الأساس الذي يقوم عليه استقرار وتقدم الإعلام  في ظل الظروف المتغيرة المحيطة بالبلاد

بالتالي فإن الإعلام في الوقت الراهن يجب أن يكون إعلام مسؤول يتسم بالاحترافية والتنوع ضمن حدود يحترم فيها الجميع المبادئ المهنية والأخلاقية التي تضمن استمرار حرية التعبير والتنمية الاجتماعية والسياسية في نفس الوقت مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن الممارسات التي قد تؤدي إلى تفكك المجتمع أو نشر الفوضى وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام في في المرحلة القادمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار