“جسور” الثقافية في حلب: فعاليات فنية لتجسيد الموروث السوري وتعزيز الحوار والتماسك المجتمعي

الجماهير|| عتاب ضويحي..

احتضنت منارة حلب القديمة فعالية “جسور” الثقافية، التي نظمتها مبادرة جسور بالتعاون مع منظمة التنمية السورية، في مشهد ثقافي جامع يعكس غنى وتنوع النسيج السوري. هدفت الفعالية إلى تعزيز الحوار والتماسك المجتمعي عبر الثقافة والفن، حيث توزعت بين معارض تشكيلية، وعروض مسرحية، وأركان تراثية، وحرف يدوية تمثل فسيفساء الهوية السورية المتنوعة. لم يكن الحدث مجرد احتفال، بل رسالة سلام ومحبة من قلب مدينة حلب.

حوار الفن والثقافة… بوابة نحو التماسك

أوضح محمد شحادة، منسق مبادرة جسور، أن المعرض يهدف إلى خلق مساحات حوار مفتوحة بين مكونات المجتمع السوري من خلال استحضار التراث والفن كقواسم مشتركة. وأضاف: “شارك أكثر من 10 فرق فلكلورية تمثل الثقافات العربية، الكردية، السريانية، والأرمنية، وكل فرقة قدمت جزءًا من التراث اللامادي، لتجسد التنوع بوصفه عامل وحدة لا انقسام”.

لوحات تشكيلية… تحاكي الحكاية السورية

في قسم الفن التشكيلي، عُرضت أكثر من 15 لوحة لـ12 فنانًا وفنانة من مختلف الأعمار والخلفيات الأكاديمية، جسدت رؤية المشاركين للتنوع السوري من خلال مدارس فنية متعددة كالتجريدية، الواقعية، التعبيرية والكولاج.

وأشارت نور كوردي، المشرفة على المعرض وطالبة دراسات عليا في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، إلى أن الأعمال كانت محاولة فنية لقراءة الموروث السوري من زوايا مختلفة، تعكس الخلفية الثقافية لكل فنان.

من جهته، قدّم الطالب محمد كرم ناولو لوحة بالفن الحديث، صوّر فيها التراث الحلبي من خلال مائدة طعام تضم أطباقًا من مختلف مكونات المجتمع، في رؤية رمزية تعكس تلاقي الهويات.

أركان تراثية وموروثات لامادية

ضم المعرض أركانًا تراثية مثّلت المكونات العربية والكردية والسريانية والأرمنية، احتوت على أعمال وحرف يدوية، إلى جانب عرض للتراث اللامادي في مجالات الأدب والموسيقا والفنون الشعبية. ورأت زيبور كوفريكيان، رئيسة جمعية الصليب لإعانة الأرمن، في الفعالية فرصة للتعريف بالموروث الفني والثقافي لكل مكون. وشملت مشاركة الجمعية عرض مجموعة من الأشغال اليدوية تحاكي الموروث الأرمني.

مسرح يجمع الألحان… ويروي الحكايات

شهدت الفعالية عروضًا مسرحية وموسيقية متميزة، بدأت بعزف افتتاحي للفرقة النحاسية للفوج 12 التابع لجمعية الشبيبة الأرمنية. كما عُرض فيلم قصير عن الثقافة السريانية، تبعته باقة غنائية من جوقة براعم أفرام السرياني وجوقة كنارة الروح بقيادة د. سركيس اسكانيان. قدّمت فرقة إنانا للفلكلور السرياني الآشوري، وفرقة آري كوما الكردية، وفرقة بونتش للرقص الأرمني، لوحات غنية بالألوان والإيقاعات التراثية، فيما أبهرت جمعية الشعريان الجمهور بمجموعة من القدود الحلبية والموشحات الشرقية الأصيلة.

حضور لافت وتفاعل جماهيري

حضر الفعالية عدد من الشخصيات الثقافية والدينية والاجتماعية، إضافة إلى جمهور واسع من المهتمين بالشأن الثقافي والتراثي، في مشهد تفاعلي عكس شغف السوريين بإرثهم وهويتهم الجامعة.

تختتم “جسور” فعالياتها في السابع عشر من أيلول الجاري، وتُقام يوميًا في منارة حلب القديمة من الساعة الخامسة وحتى الثامنة مساءً.

 

تصوير: صهيب عمرايا

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار