محاضرة في حلب تسلط الضوء على تاريخ وفن عمارة الكنائس في الكتلة الكلسية

الجماهير|| عتاب ضويحي..

نظمت جمعية سور للتراث الثقافي بالتعاون مع مديرية ثقافة حلب محاضرة علمية تحت عنوان “تاريخ وفن عمارة الكنائس في الكتلة الكلسية”، قدّمها الدكتور الآثاري جهاد عباس على مسرح ثقافي العزيزية في حلب.

تناول الدكتور عباس في بداية المحاضرة الكتلة الكلسية الممتدة عبر محافظات حلب وإدلب وحماة، والتي تضم 8 جبال، مشيراً إلى تأثيرها العميق في تشكيل فنون العمارة المسيحية. كما قدّم لمحة تاريخية عن تطور المسيحية في المنطقة منذ العصر الرسولي في القرن الأول الميلادي، وصولاً إلى عصر الانتشار الرسمي للدين عام 312 ميلادي.

واستعرض المحاضر ثلاثة طرز معمارية رئيسية للكنائس في المنطقة، وهي: الطراز البازليكي (كما في كنيسة كالوتة)، والطراز ذو الفناء الواحد (مثل كنيسة كفير في الجبل الأعلى)، والطراز المركزي (الذي تجسد في قلعة سمعان). وتحدث عن أقسام الكنائس، مثل أنواع الحنايا وأجزاء البناء المختلفة، مبرزاً الأساليب المعمارية البيزنطية التي اعتمدت على استخدام صفين من الكتل الحجرية المنحوتة والكتلة الكلسية المشذبة.

كما تطرق الدكتور عباس إلى العناصر الزخرفية المميزة للكنائس، مثل الزخرفة النباتية والحيوانية والآدمية، وشرح طرق تجهيز الكتل الحجرية في المقلع وتقنيات سحب ورفع ونقل الأحجار، مشيراً إلى أن الأساليب الدقيقة والمتطورة التي استخدمت آنذاك أدت إلى بناء كنائس تضاهي في تصميمها وإبداعها أفضل النماذج في العصر البيزنطي.

وفي ختام المحاضرة، قدّم الدكتور عباس مجموعة من النتائج والملاحظات التي أكدت أن العناصر المعمارية الملحقة بالحنية بُنيت وفقاً لاحتياجات وظيفية تتناسب مع طراز الكنيسة والغرض منها.

وشهدت المحاضرة حضوراً لافتاً من المهتمين بالشأن الثقافي والتراثي، الذين أثروا النقاش بتساؤلاتهم التي ساهمت في توضيح العديد من النقاط حول فن العمارة المسيحية في المنطقة.

#صحيفة_الجماهير