جهاد جمال..
تأتي مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض كخطوة تحمل رسائل واضحة بأن سورية تدخل مرحلة جديدة عنوانها البناء والانفتاح والعمل على تحويل الطاقات الكامنة إلى مشاريع حقيقية على الأرض وهذه الزيارة ليست بروتوكولية بل هي إعلان لعودة الدور السوري إلى الساحة الاقتصادية الإقليمية والانخراط في حركة التنمية الواسعة في المنطقة حيث يترأس سيادة الرئيس وفداً حكومياً يضم وزراء وخبراء ومسؤولين لبحث فرص الاستثمار وإطلاق شراكات استراتيجية تعيد وضع الاقتصاد السوري على مسار النمو القائم على التكنولوجيا والإعمار والتنمية المستدامة ومن المقرر أن يعقد فخامته لقاء مهماً مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تأكيداً على متانة العلاقات بين دمشق والرياض والرغبة المشتركة في بناء مستقبل عربي متماسك يقوم على المصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي كما سيجري الوفد السوري سلسلة لقاءات مع كبريات الشركات العالمية والمؤسسات الاستثمارية لاستقطاب رؤوس الأموال والمشاريع النوعية التي تسهم في إعادة تأهيل البنية التحتية وتطوير قطاعات الطاقة والصناعة والإسكان والصحة والتكنولوجيا الأمر الذي يعكس ثقة المؤسسات الدولية بالبيئة الجديدة التي تعمل الدولة السورية على ترسيخها والقائمة على تحديث القوانين وتسهيل الإجراءات وتوفير بيئة عمل مستقرة وتوجه سورية اليوم نحو التحول الرقمي والاعتماد على الطاقات النظيفة وتعزيز رأس المال البشري يؤكد أن مرحلة الإعمار لم تعد فكرة مؤجلة بل هي مسار قائم يتقدم بخطى ثابتة
وتأتي هذه المشاركة لتعلن أن سورية تعود إلى العالم ليس بصفتها طالبة للمساعدة بل شريكاً في صناعة المستقبل العربي وصياغة نموذج تنموي يعكس إرادة الشعب السوري في النهوض والبناء والانطلاق نحو مرحلة أكثر استقراراً وإنتاجاً وحياة.