محمد العنان …
لا تقتصر زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية غداً الاثنين على المشاركة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي تحتضنه الرياض فهذه الزيارة تتعدى ذلك، وتكتسب أهمية خاصة من خلال استراتيجية واضحة تنتهجها الدولة السورية بدأت اشراقتها منذ فجر التحرير إذ كانت السعودية وجهةً أولى للرئيس الشرع خارج سوريا الجديدة تكريساً للعلاقات الأخوية بين البلدين نسج خيوطها لقاءات ومباحثات هامة بين فخامة السيد الرئيس أحمد الشرع وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.
لا شك أن هذه الزياره تحمل في طياتها بذور خير لمستقبل البلاد من خلال الرؤية السورية وجهودها لتعزيز فرص الاستثمار وجذب رؤوس الأموال للمساهمة والمشاركة في إعادة البناء والإعمار لتكون شريكاً حقيقياً في تقدم ونهضة البلاد، في ظل مناخ استثماري واعد، وبيئة مناسبة لاستقطاب المشروعات التنموية والتي تتصل بالاحتياجات الأساسية والنوعية بعد سنوات من الحرب والدمار الواسع الذي خلفه النظام المجرم في شتى المجالات.
ولعل مشاركة سورية اليوم في هذا المؤتمر يأتي استكمالاً لخطوات هامة تم تجسيدها عبر حوارات واجراءات حكومية ، لتأسيس واقعٍ استثماري يواكب احتياجات البلاد، وبيئة خاصة لدعم عملية التنمية المستدامة في المجالات الإقتصادية والاجتماعية.
ولا شك أيضاً أن الحضور السوري في هذا المؤتمر الذي تحتضنه الرياض يعدّ لبنة جديدة في بناء العلاقات المتينة بين سوريا والسعودية فهذه العلاقة ليست قراراً استراتيجياً للدولة السورية بعد سقوط النظام البائد فحسب بل هي نتيجة حتمية وخياراً طبيعياً تفرضه الظروف الموضوعية والذاتية والتي تستند على بُعدٍ تاريخي واجتماعي أصيل وتكريس للتعاون المشترك، بما يخدم مصلحه الشعبين الشقيقين.