محمود جنيد..
ليست زيارةً عابرة، بل رحلة عبور إلى مستقبل واعد، تحمل في طياتها إعلاناً مهماً عن عودة سورية الرسمية إلى الحضن العربي والدولي، بمكانة تليق بتاريخها وحضارتها. جاءت هذه الرسالة عبر مشاركة الوفد السوري برئاسة الرئيس أحمد الشرع في قمة مستقبل الاستثمار 2025، مؤكدةً انتهاء زمن الحرب وبدء مرحلة جديدة قائمة على البناء والشراكات الاستراتيجية.
الرسالة الأولى للوفد كانت واضحة: سورية خرجت من نفق الأزمات وتحمل مشروعاً تنموياً طموحاً يعيد ربطها بشركائها الطبيعيين. واللقاء المرتقب بين الرئيس الشرع والأمير محمد بن سلمان ليس مجرد لقاء دبلوماسي، بل تأكيدٌ على عودة العلاقات العربية-السورية إلى مسارها الصحيح، كشريكين في صناعة الاستقرار والازدهار الإقليمي.
في هذا السياق، تمثل اللقاءات المكثفة للوفد السوري مع كبار المستثمرين العالميين فرصةً حقيقية لتقديم صورة سورية الجديدة: سوق واعدة، وموقع استراتيجي، وقوة عاملة مؤهلة، وحكومة تعمل على تطوير البيئة التشريعية لجذب الاستثمارات النوعية.
ولن يقتصر التركيز على قطاع واحد، بل سيشمل القطاعات الحيوية التي تمس حياة كل مواطن، مثل البنية التحتية والإسكان والطاقة والصحة والتكنولوجيا. فنجاح جهود جذب الاستثمارات يعني تسريع وتيرة إعادة الإعمار، وخلق فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة.
اليوم، لم يعد الاستثمار في سورية مجازفة، بل أصبح فرصة حقيقية في بيئة آمنة ومربحة. سورية لم تأت إلى الرياض لطلب المساعدات، بل جاءت شريكةً للعالم في صناعة التقدم، برؤية واضحة وإرادة قوية، لتبدأ رحلة العودة إلى مكانتها الطبيعية في الخارطة الاقتصادية العالمية.