“حين يلتقي الشرق بالغرب: زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض”

مصطفى عبدالحسيب الدناور..

في لحظةٍ تتجاوز البروتوكول، وتلامس جوهر التحولات العالمية، يستعد السيد الرئيس لزيارة تاريخية إلى البيت الأبيض، في خطوةٍ تُعد الأولى من نوعها منذ عقود، وتفتح نوافذ جديدة للحوار بين دمشق وواشنطن.

هذه الزيارة، التي تأتي في ظل مشهد دولي متقلب، لا تحمل فقط طابعًا دبلوماسيًا، بل ترمز إلى رغبة في إعادة تعريف العلاقات، وتجاوز سرديات الماضي نحو بناء جسور من الواقعية السياسية والاحترام المتبادل.

على طاولة اللقاء، ستُطرح ملفات شائكة: من العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل السوريين، إلى مستقبل التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب، مرورًا بإعادة الإعمار، وعودة سوريا إلى المنصات الدولية. لكن الأهم من ذلك، هو اللغة التي سيُدار بها الحوار: هل ستكون لغة المصالح فقط، أم ستتسلل إليها نبرة إنسانية تعترف بوجع الشعوب وحقها في الحياة؟

زيارة السيد الرئيس ليست مجرد حدث سياسي، بل هي علامة فارقة في سردية الشرق الأوسط. فأن يلتقي رئيس دولة كانت على هامش المشهد الدولي مع رئيس أقوى دولة في العالم، يعني أن الخرائط تُعاد رسمها، وأن التاريخ يكتب فصولًا جديدة بلغة أكثر تعقيدًا وعمقًا.

هل سيكون البيت الأبيض بوابة عبور لسورية نحو مرحلة جديدة؟ أم مجرد مرآة تعكس التباينات وتعيد إنتاجها؟ الإجابة لا تكمن في البيان الختامي، بل في النيات التي تُبنى خلف الكواليس، وفي قدرة الطرفين على تجاوز الصور النمطية نحو رؤية مشتركة للمستقبل.

في زمنٍ تتقاطع فيه الجغرافيا مع المصالح، وتتشابك فيه الآلام مع الطموحات، تبرز زيارة الرئيس أحمد الشرع كحدثٍ يحمل في طياته إمكانية التحول من العزلة إلى التأثير، ومن الجمود إلى الحركة. وبين جدران البيت الأبيض، قد تُولد لحظة سياسية ، تُعيد للشرق صوته، وللغرب إنصاته.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار