جهاد جمال ..
تثبت شبكة البي بي سي يوماً بعد آخر أنها ابتعدت عن نهجها الإعلامي الذي ادعت يوماً أنه يقوم على الحياد والموضوعية إذ تحولت تغطياتها للشأن السوري إلى حملات منظمة تستهدف الحكومة السورية الجديدة وتسعى لتشويه كل خطوة إيجابية تقوم بها دمشق فبدلاً من الاعتراف بعودة سورية إلى الساحة الدولية وبالنجاحات التي حققتها الدبلوماسية السورية في كسر العزلة والحصار تعمد القناة إلى تضليل المشاهدين عبر التركيز على تفاصيل ثانوية وتضخيم أي خطأ إداري أو سياسي في محاولة لحرف الأنظار عن الجوهر المتمثل في استعادة سورية لاستقرارها وسيادتها فخطاب بي بي سي اليوم لا يقوم على تحليل موضوعي للأحداث بل على انتقاء انتقائي للوقائع وتحريفها لتغذية خطاب طائفي وانقسامي يخدم أجندات خارجية معروفة وهي لا تتردد في إعطاء مساحة واسعة للأصوات المشبوهة التي تبرر الانفصال أو تهاجم وحدة البلاد متجاهلة عمداً صوت الشارع السوري الذي بات يرى في الحكومة الجديدة فرصة حقيقية للإصلاح والبناء والأمل هذه القناة التي تدّعي الحرية لم تسلط الضوء يوماً على عودة مئات آلاف المهجرين ولا على انطلاق مشاريع الإعمار ولا على انفتاح دول المنطقة على دمشق بل فضلت أن تبقى أسيرة خطابها القديم القائم على التشكيك والتأليب ومن الواضح أن بي بي سي لم تعد تبحث عن الحقيقة بل عن الإثارة حتى لو كانت على حساب مصداقيتها التي تتهاوى يوماً بعد يوم أمام وعي المشاهد العربي الذي بات يدرك أن ما يُبث ليس خبراً بقدر ما هو أداة ضغط إعلامي ضد سورية وشعبها