الجماهير|| جهاد اصطيف..
شهدت مدينة حلب في الفترات الأخيرة حملات واسعة قادتها الجهات المحلية لإزالة ما تبقى من الرموز أو الشعارات العائدة للنظام البائد، فيما جددت محافظة حلب تأكيدها على استمرار هذه الجهود مع اقتراب ذكرى “تحرير حلب”، وذلك في إطار توجه عام لإظهار المدينة بصورة خالية من أي “تشوهات بصرية” أو إشارات مرتبطة برموز النظام البائد.
وبحسب التوجيهات الرسمية، طلب من المؤسسات الخدمية في حلب التأكد من خلو الشوارع والمدارس والمرافق العامة من أي صور أو كتابات أو مجسمات تعود إلى الفترة الماضية. كما دعي الأهالي إلى الإبلاغ عن أي رموز ما تزال موجودة، وإرسال موقعها وصورة عنها عبر رقم مخصص للمتابعة، بهدف الحفاظ على ذاكرة المدينة، حسب ما ورد في التعميم الأخير.
إجراءات قانونية
وكان مجلس مدينة حلب بداية حزيران الماضي قام بجملة من الإجراءات شملت الإغلاق المؤقت وتشميع الأبواب، مع التأكيد على استمرار الحملة لتشمل مختلف الأحياء، بهدف تنظيم المشهد العام في المدينة والالتزام بالتوجيهات الصادرة، علما أن معظم أصحاب المحال تجاوبوا، بينما بقيت حالات محدودة استدعت المعالجة القانونية.
خطوة ضرورية
ورأى العديد من الأهالي أنها خطوة ضرورية لتنظيم المدينة.
يقول سامر.ك، وهو صاحب متجر في حي السليمانية، إن إزالة رموز النظام البائد باتت ضرورة وقد بدأنا بها ذاتيا منذ اللحظة الأولى لتحرير مدينة حلب من براثن النظام السابق، ولم يعد لنا أي صلة أو ارتباط به، حيث كان هذا الأمر في مقدمة أولوياتنا.
في المقابل، ترى هدى.م، وهي معلمة في إحدى مدارس المدينة، أن إزالة الرموز نهائياً خطوة لإغلاق صفحة من الماضي، معتبرة أن أي جهد يعزز الاستقرار البصري والنفسي للمدينة بعد سنوات من التوتر يمثل قيمة إيجابية.

مسؤولية مشتركة
فيما يقول الباحث الاجتماعي حيدر السلامة إن إزالة الرموز السياسية من الفضاء العام ” ظاهرة ليست جديدة “، إذ تلجأ مدن كثيرة حول العالم بعد التحولات السياسية إلى إعادة تشكيل المشهد البصري، ويشير السلامة إلى أن مشاركة الأهالي بالإبلاغ عن المخالفات قد تعزز الإحساس بالمسؤولية المشتركة.
وتؤكد الجهات الرسمية أن الهدف النهائي هو أن تحل ذكرى التحرير هذا العام والمدينة ” نقية من الرموز القديمة “.