رفعت الشبلي..
مضى عام كامل على تحرير مدينة حلب، المدينة التي كانت وما زالت شاهدًا على أعظم محطات النضال السوري. ففي مثل هذا اليوم قبل عام، تحقق انتصار تاريخي جسّد فيه أبناء الثورة السورية شجاعة لا نظير لها، ليُعلن عن بداية مرحلة جديدة في مسار بناء الدولة والوطن الجديد.
منذ انطلاقة الثورة، كانت حلب حاضرة في قلب الأحداث، مركزًا سياسيًا وعسكريًا حيويًا في سعي الشعب السوري لاستعادة حريته وكرامته. و بقيت رمزًا للثبات والانتصار في وجه سلطة النظام المجرم.
وخلال سنوات الثورة، حافظت حلب على روحها المعنوية، وأصبحت منارة للثوار في كل أنحاء سوريا. من حجارة قلعتها استلهموا قصص الصمود، ومن شوارعها المدمرة خرجت عزيمة لا تلين، لتصبح اليوم عاصمة الأمل التي تنبض بالحياة مجددًا.
لقد شكّل تحرير حلب نقطة انطلاق حاسمة نحو تحرير باقي الأراضي السورية. فاتسع الأفق أمام التحركات العسكرية لعملية ردع العدوان، وتعزز الأمل باستعادة المدن والقرى الأخرى. كما ساعد التحرير في تفكيك محاور التهديد، وفتح الباب أمام تنسيق أكبر بين الفصائل الثورية.
سيظل التحرير شاهدًا على أن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحياة، قادرة على أن تصنع مستقبلها مهما طال الليل، ومهما اشتد الظلام.