بأيدينا صنعنا النصر 

محمد مهنا..

 

في مثل هذا اليوم وتحديدا مع ساعات الفجر انطلقت معركة تحرير حلب وليولد النصر العظيم في الثامن من كانون الأول ٢٠٢٤ ليسقط النظام البائد نظام الإجرام والفساد لكن ما جرى على الأرض لم يكن كما حاول الإعلام الدولي وبعض السياسيين تصويره بمحاولة ترويج فكرة أن بعض الدول الكبرى هي التي أسقطت النظام المخلوع وأنها صاحبة الدور الرئيسي بهدف تحقيق مصالح سياسية وشخصية وإظهار النفوذ الدولي على أنه الفاعل الأساسي لكن الحقيقة مختلفة تماماً فالواقع على الأرض يثبت أن الانتصار كان سورياً خالصاً فقد كانت القوات الثائرة السورية هي التي خاضت المعركة وحررت الميدان وفرضت واقعاً جديداً وأجبرت رأس النظام المخلوع على الفرار بعد سنوات من القمع والفوضى.

 

لا إحد ينكر دورتركيا في الثورة لكن بالنسبة لمعركة العدوان اقتصر دورها على الدعم اللوجستي والاستخباراتي وتسهيل الإمداد وإتاحة مساحة آمنة للتحرك أما الولايات المتحدة فكانت في موقع المراقب الذي رفع الغطاء السياسي عن النظام البائد وأرسل إشارات بأن النظام المخلوع لم يعد جزءاً من المعادلة الدولية دون أن تشارك في المعارك مباشرة أما قطر والسعودية الشقيقتان فموقفهما لا يقدر بثمن تجاه الثورة أما بالنسبة للمعركة فلم يكن لهم دور على الأرض مع المقاتلين وهكذا يظهر جلياً أن سقوط النظام المخلوع لم يكن هبة من الخارج بل قراراً سورياً تنفيذياً حسمته إرادة المقاتلين الذين خططوا ونفذوا وأصروا على تحقيق النصر.

لقد كتب السوريون نهاية عهد النظام البائد بدمائهم وصمودهم وبتضحياتهم التي لم تعرف الخوف ولا الانكسار فقد صاغوا المشهد الجديد ببطولاتهم العظيمة وأثبتوا أن الانتصار لم يصنعه أحد سواهم فالميدان لم يشهد سوى إرادة وطنية قوية وحدها قادرة على قلب المعادلات وتحقيق النصر بينما كانت الدول الكبرى مجرد مراقب بعيد لم تغير شيئاً على الأرض بل اكتفت بخلق بيئة سياسية مساعدة دون أن تتحمل تبعات المعركة.

وهكذا يثبت الواقع أن القوة الحقيقية ليست في المشاركة او اصدار القرارات أو حتى في الترويج الإعلامي الذي يسعى لتبني الإنجازات العظيمة بل في المقاتلين السوريين الذين رسموا مصيرهم بأيديهم وكتبوا تاريخاً جديداً لوطنهم لقد منحوا سورية الفرصة لتستعيد إرادتها وتبدأ مرحلة جديدة من البناء والتغيير ويبقى هذا الانتصار سورياً خالصاً لا يمكن نسبه لأي قوة خارجية بل هو ثمرة صمود أبنائها وعزيمتهم على أن لا يقبلوا إلا الحرية لأرضهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار