دماء السوريين هي من حققت النصر و صنعت تاريخ سورية الجديد 

 

 

مصطفى الدناور..

 

في مثل هذا اليوم وتحديدا مع ساعات الفجر انطلقت أعظم معركة يمكن أن يرويها التاريخ عن شعب حر أراد الحرية من حكم فاسد مستبد استباح الوطن بكل مافيه من عظمة وتاريخ وحضارة

نعم مع ساعات الصباح انطلق المجاهدون ليحرروا ريف حلب ومن ثم حلب والتي كانت المعركة التي فتحت الطريق نحو تحرير كل سورية في الثامن من كانون الأول ٢٠٢٤ حيث شهدت دمشق ولادة فصل جديد في تاريخ سورية فصل كتبته إرادة السوريين أنفسهم ودماؤهم التي لم ترضَ بالخضوع أو الاستسلام طوال سنوات الحصار والتهديد لقد حاول الإعلام العالمي أن يصور سقوط النظام على أنه هدية من العواصم الكبرى وأن الدول هي التي حسمت الصراع لكن الحقيقة مختلفة تماماً فالقوات الثائرة السورية هي التي اندفعت على الأرض بكل شجاعة وعزيمة لتسطر النهاية الحاسمة لنظام لم يعد يملك إلا صورته

ما جرى كان معركة سورية خالصة لم تتدخل فيها جيوش أجنبية ولم تهبط دبابات من السماء فالتحركات الخارجية اقتصرت على المراقبة السياسية وتوجيه الرسائل الدبلوماسية فيما كان على الأرض المقاتلون السوريون يواجهون كل العقبات ويقتحمون الحواجز ويكسرون خطوط الدفاع ويحررون المواقع التي ظلت تحت سيطرة النظام لعقود

لقد كان الانتصار نتيجة التخطيط الميداني والإرادة الصلبة التي لم تلين رغم سنوات القمع والمعاناة

لقد حاول البعض الترويج بأن الدول الكبرى هي التي أسقطت الأسد لكن الوقائع تثبت العكس فالدور الخارجي اقتصر على رفع الغطاء وترك السوريين يصنعون مصيرهم بأيديهم لقد كان النصر سورياً خالصاً انتزعه أبناء الوطن بدمائهم وصمودهم وبتضحياتهم التي لا تُنسى فالساحة السورية لم تشهد مجرد انهيار نظام بل ولادة مرحلة جديدة يُكتب فيها تاريخ البلاد بأيدي أصحاب الحق والأرض .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار