زُهيدة هورو
وأن تتحول الموسيقا بسحر ما فيها للوحة فنية متكاملة رسمت وبإتقان مدروس بألوان تحمل معها معاني موسيقية سامية هذا يعني الجمال بحد ذاته، عندما يجتمع فيها إحساس من أتقنها عزفا مع سحر الأداء لينبثق من تلك اللوحة إبداع فني مبهر وبأبهى حلته محولا تلك النوتات الموسيقية والتي دونتها أنامل وأفكار من تشرب الموسيقا علما فريدا لنغمات تسمو بنا ملامسة الذاكرة والوجدان بما امتلكه ذاك العازف من مهارة وآلة يشدو عليها عزفا وباحتراف عالٍ، خاصة وإن كان أكاديميا تفردها علما وشغفا جعلته حالة خاصة لا يشبه إلا نفسه .
باسم جابر موسيقي سوري من نوع خاص عازف محترف أكاديميا لآلة اختصها لتكون رفيقة حياته الفنية والموسيقية ألا وهي الكونترباس يطلعنا ضمن هذا الحوار معه على جوانب مهمة وتفاصيل خاصة بالآلة .
حلم
كيبورد آلة موسيقية منها بزغ الحلم الموسيقي لتكون البداية لتلك الموهبة المميزة عند جابر قائلا بأن والده الملم والمهتم بالموسيقا وتفاصيلها كان قد أحضرها له وهو في سن مبكرة ملاحظا شغف ابنه الموسيقي حينما بدأت أنامله تخطو نحوها عازفا عليها بعضا من المقطوعات البسيطة المناسبة لسنه آنذاك وبفترة وجيزة .
ليقرر بعدها إرساله لتلقي مفاهيم الموسيقا وعلومها عند أحد الأساتذة الموسيقيين والذي نهل منه جابر الكثير بدءا من قراءة النوتة وكيفية العزف على الكيبورد بشكل أدق ومتقن مما كان عليه ومن ثم التدرج بعدها للانتقال والتعرف على آلات موسيقية أخرى و على علم الموسيقا بشكل موسع أكثر ليغدو شابا فيما بعد وأكثر نضجا هو وموهبته المميزة تلك ويرسو إلى ما أبدع عليها عزفا محترفا كاملا ومتكاملا ألا وهي آلة (الكونتر باس ) والتي ارتبطت بشخصية جابر الموسيقية وغدت جزءا لا يتجزأ عنه .
الكونترباس contrabass
هي آلة وترية تنتمي لعائلة الكمان تصنف من أكبر الآلات فيها حيث تمتاز بشكلها الضخم وصوتها الغليظ لها أربعة أوتار أما عن طريقة العزف فقد تتم بواسطة القوس او بالنقر ومجالها الصوتي عبارة عن ( أوكتافين ونصف ) و تلعب دورا موسيقيا مهما ضمن الفرق وخاصة الأوركسترا إلى جانب دورها البارز فيما يخص موسيقا الجاز وضمن مجموعة الوتريات (الفيولون , الفيولا , الكونترباس ) .
وحيث تعد موسيقا ( الجاز , الروك , الصولو ) إحدى اشهر أنواع الموسيقا التي تعزف على آلة الكونترباس كما أنها عرفت بمسميات عدة مثل ( الجهير المزدوج , باس فيول , ستاندوب باس , كمان باس …)لكن أكثر ما يشيع من تسمية خاصة بها هو الجهير المزدوج .
مضيفا بأن أصل الحكاية عندما أخذ قراره باحترافها ومن أولى زياراته للمعهد العالي للموسيقا بدمشق حيث خطفت انتباهه منذ اللحظات الأولى وشده ماسمع منها من مقطوعات تعزف على أوتارها منجذبا إليها وبطريقة غريبة وكأنها صنعت لتكمل شخصيته الموسيقية والفنية هكذا وصف لنا الحال، متابعا بأنه بدأ بتعلمها على يد أستاذه وائل النابلسي ثم تقدم بموهبته للالتحاق بصفوف المعهد العالي للموسيقا وكان آنذاك الراحل ( صلحي الوادي ) مكلفا بصفة مدير للمعهد، مبينا بأن رحلته بالعزف على الآلة قد بدأت وهو في السنة الدراسية الرابعة ضمن المعهد وذلك بالمشاركة بإحدى المسابقات الخارجية ليتم قبوله ويسافر الى اسبانيا ويتعرف على كبار عازفي ومهتمي هذه الآلة وبأن كل ذلك ساهم بصقل مهاراته أكثر من خلال التعلم من خبراتهم بما يخص التكنيك الخاص بالآلة .
موضحا بأنه وبعد التخرج من المعهد كلف بصفة عازف أول للآلة مشاركا بالعديد من المهرجانات المهمة والمحافل العربية والعالمية .
رحلة خارجية
ومن المعروف عن جابر بأنه درس التفاصيل والتقنيات الخاصة بآلة الكونترباس ونقلها لكل محبي تلك الآلة بكل أمانة وبتكنيك فني وعلمي مرفق بالإحساس المشبع بالموسيقا حيث بدأ برحلته التدريسية لخارج سورية وذلك عام 2012 مسافرا لعدة بلدان منها الأردن لتدريس وتعليم كل مايخص آلة الكونترباس في المعهد الوطني للموسيقا وأيضا بأن يكون العازف الأول في الأوركسترا الأردنية والمعتمدة عليه رسميا، قضى حينها جابر ست سنوات مشاركا ضمن فعاليات فنية في الأردن وخارجها ومع كبار مطربي الوطن العربي (كالسيدة فيروز و زياد الرحباني ) وغيرهم الكثير، الى جانب تجربته بتسجيل أعمال موسيقية مهمة مثل ما قام به من حالة الدمج مابين الموسيقية الشرقية والجاز ليكلل كل ذلك بالنجاح و بتسجيل ألبوم موسيقي حمل عنوان ( بيترا ) وقد حاز جائزة مهمة في مهرجان خاص لموسيقا الجاز .
وعن السر من ذاك النجاح الذي توج لجابر برفقة الكونترباس يشير للتواصل الروحي معها إضافة للتمارين المستمرة وبشكل يومي والتعامل على أنها جزء لايتجزأ عن شخصيته .
مؤلفات
لجابر مؤلفات موسيقية عدة خاصة بالكونترباس منها مؤلف (بادية) والتي احتضنتها وشهدتها دار الأوبرا بدمشق ومع عدة مؤلفات أخرى قدمها ضمن أمسيات موسيقية لاقت كلها النجاح المعتاد بكل ما قدمه، خاصة تجربته الفريدة بالجمع وبإتقان موسيقي لافت مابين موسيقا الجاز والشرقية وأيضا الموسيقا الحديثة، حيث شد انتباه الكثر من مهتمي الفن والإبداع بما يملكه من مهارات عالية ليحصل على الإقامة الذهبية لفئة الفنانين السوريين المبدعين في دولة الامارات العربية المتحدة .
مشيرا وفي نهاية الحوار معه إلى طموحه اللا محدود بتقديم الآلة وبشكل دائم بصورة أكثر حضارية وبلمسات محترفة ومبدعة من خلال أدائه المشبع بالثقافة والفن السوري الأصيل و العريق وذلك على أهم المسارح العربية و العالمية إلى جانب تأليفه العديد من المقطوعات الموسيقية الخاصة بها .
»»»»»
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب