صالة مرقص للفن… بادرة مميزة لتنشيط الحركة الفنية وخلق حالة تواصل بين الفن التشكيلي  ورواده.

الجماهير – عتاب ضويحي
ضمن حدث فني وخطوة فتحت الباب واسعاً أمام عودة الحركة الفنية التشكيلية بقوة، افتتحت الفنانة التشكيلية ماري مرقص صالتها الجديدة “مرقص آرت” بمعرض مشترك ضم أعمالاً متنوعة بين الرسم والنحت لأكثر من 30 فناناً ونحاتاً من مختلف المحافظات السورية ، برعاية وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أمس.
لوحات تنوعت مواضيعها مع تنوع مدارسها الفنية، فمابين التعبيرية والواقعية والتجريدية عبر الفنانون المشاركون عن أطياف روح المكان، وحلم الإنسان، وواقع نعيشه، وآخر نحلم بوجوده، وأعمال تطير بمخيلة الفنان إلى عالم لايشبه عالمنا، ومضيفاً كل فنان أسلوبه الخاص في تجسيد الفكرة ومزج الألوان، ناهيك عن سبعة أعمال نحتية باحت التواءات وانحناءات الجسد عن تخليد ذكرى أو فكرة.


عن الهدف من افتتاح صالتها  بينت الفنانة التشكيلية ماري مرقص  في حديث ل “الجماهير” أن حلم افتتاح صالة خاصة راودها منذ زمن، لرغبة منها في احتضان جهد وإبداع ونتاج فني مميز لفنانين تشكيليين من حلب وباقي المحافظات، فما كان منها إلا أن حولت منزل العائلة لصالة للفن، وتعد بمثابة منصة يحتاجها فنانو حلب الكبار منهم والشباب ترعى وتحتضن كل ماهو مميز ونوعي، كما شاركت مرقص بعملين فنيين الأول يتحدث عن التحام أفراد العائلة ضمن شرنقة كرمز لمواجهة الحرب، والثاني يجسد الإنسان الصياد الباحث عن حلمه.
وأوضح جابر الساجور مدير الثقافة أن افتتاح صالة فنية خاصة مع معرض يضم كوكبة من الفنانين من مختلف المحافظات يحمل رسالة ثقافية وحضارية وفنية تعي ثقافة الحياة،إضافة لكونه  تعبيرا عن تمازج فني وصقل للمواهب وإطلاع رواد الفن والإبداع على آخر نتاجات الفن التشكيلي العريق في بلدنا.
وفي سياق متصل اعتبر  المطران جورج مصري أن المعرض علامة من علامات عودة الحياة إلى حلب، لأن الفن سلاح فعال في محاربة  التخلف والجهل والبشاعة الفكرية ، وإعادة الألق لتلك المدينة العريقة بفنها وثقافتها وحضارتها.
ومن المشاركين بين الفنان التشكيلي نعمت بدوي أن افتتاح الصالة وغيرها طريقة أخرى للنهوض بالوطن، رغم العبء الكبير على أصحاب الصالات، إلا أنه نوع من المغامرة المحببة، تعيد الحياة الفنية والثقافية لسابق ألقها، ومشاركة فنانين من مختلف المحافظات يعني تنوعاً في الذوق الفني، نأمل لصالة مرقص الاستمرارية، وعن مشاركته أشار لعمله بتقنية تلفرس بحجم مترين ومتر ونصف، اعتمد فيه الألوان الزيتية وإدخال المعدن الذي يمزج بين بريق الذهب وصدأ الحديد، كرمز منه إلى حلم طفل وصبية يبرق كالذهب ويصدأ كالحديد بفعل الواقع المتناقض.


و بعملين تجربيين عبرت الفنانة التشكيلية لينا كرباج عنهما بطريقة تعبيرية بضربات لونية فاقعة تكمل بعضها البعض، يحملان الجوانب الروحية والصوفية، اختارت العيون الكبيرة لشخوصها كدلالة رمزية لحالات  الإشراق والوعي والصفاء والبصر والبصيرة والرؤية البعيدة العميقة لما حولنا، وأكدت كرباج أن افتتاح الصالة يعطي الأمل بعودة حركة فنية قوية ومميزة.
وحضرت الأنثى بقوة من خلال لوحة الفنان التشكيلي جان حنا، فحسب ما ذكر أنها تمثل المرأة بكل حالات الحزن والفرح والألم والأمل ضمن هارموني لوني يدعم الأفكار عبر تمازج وتداخل الألوان الحارة والباردة.
وعن أعماله النحتية أوضح النحات فارتكس بارسوميان أنه استخدم مادة فايبر جلاس لأنها تعطي منظر الحجر والمرمر لكنها خفيفة ومقاومة للكسر والعطب، أما مواضيع منحوتاته فكانت عن الطفولة و ماتعنيه من براءة وصفاء ذهني في وقت فقدت فيه البراءة وانتشر العبث والتخبط الذهني، والمتمعن لحالة الأطفال في غفوة مع تشابك اليدين يفهم مدى تعبيرها عن الواقع الذي نعيشه بكل تفاصيله.
ومن الحضور لفت الفنان التشكيلي بشار برازي إلى أهمية افتتاح الصالات الفنية، لما فيها من انعكاس إيجابي على تنشيط الحركة الفنية، وتحفيز الفنانين التشكيليين على الاستمرار بتقديم كل ماهو مميز، وبالنسبة للأعمال المشاركة والكلام للبرازي أنها تدمج بين الواقعية والكلاسيكية بنغمة عاطفية، وتركيبات وتوليفات مختلفة.
حضر المعرض محمد حجازي رئيس مجلس محافظة حلب وعدد كبير من المهتمين والمتابعين للشأن الفني ورواد صالات الفن التشكيلي.


تصوير هايك أورفليان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار