زُهيدة هورو
من المعروف عن موسيقانا السورية جمالية مافيها من أصالة أحيكت و بإبداعات أسلاف الموسيقا السورية كخيوط شمس أنارت وللعالم أجمع ذاك الفن السوري العريق والممتد من جيل لجيل من قدود وموشحات وتراث ، وأعمال موسيقية مهمة آلية منها وغنائية من خلال ذاك التضافر والجهود المبذولة بإكمال رسالة مابدأه الأسلاف من فن صيغ ببصمة سورية اصيلة حملت معها كل معاني الرقي والجمال.
بديع بغدادي موسيقي تشرب التراث السوري ليترجمه بأعماله شغفا لاحدود له، اهتم و أخذ على عاتقه العهد والوعد بنقل التراث وحفظه بكل أمانة بأعماله الموسيقية المميزة فكان العازف تارة والمؤلف تارة أخرى، تولى عدة مهام موسيقية منها ماكلف به بصفة قائد لفرق موسيقية عدة كفرقة التخت الشرقي الدمشقي، استضفناه وكان هذا الحوار معه.
حيز أكبر
وعن الموسيقا وماتحمله معها من أثر حسي وروحي حدثنا بغدادي قائلا الموسيقا تشغل الحيز الأكبر من حياته سواء بالسمع أو العزف إلى جانب التأليف و القراءة لكل ما يتعلق بالمنهج الموسيقي بما فيه من ثقافة وعلوم فنية والتي تتضمن الدراسات الشاملة والكاملة بكل ما يخص العزف والتلحين والتذوق الموسيقي من استماع وحفظ لأهم الأعمال الكلاسيكية.
أما آلة الكمان واصفا إياها بالصديقة الوفية والمعشوقة التي غزل الحب على أوتارها مما يقارب النصف قرن مبينا أنه لا يمر يوم من حياته دون أن تداعب أنامله أوتار الكمان .
التخت الشرقي الدمشقي
وقبل الحديث عن ملامح التخت الشرقي الدمشقي حدثنا بغدادي بأنه لابد من التطرق أولا إلى رحلته الفنية والموسيقية والتي بدأها منذ ريعان شبابه وبشكل أخذت الصورة الاحترافية ومنذ البدايات من خلال مشاركاته المهمة آنذاك في الإذاعة والتلفزيون السوري عام 1975 وحفلات نقابة الفنانين بالإضافة للفرق الفنية التي تواجد فيها ذاكرا منها فرقة الأنغام العربية والتي أسسها الفنان القدير الراحل ( عدنان أبو الشامات) وكان قد نهل منه هو ومن كان معه من موسيقيي ذاك الوقت الكثير من الثقافة الموسيقية و الأصالة، وأشار بأنه فيما بعد تم تأسيس فرقة من قبله بالتعاون مع مجموعة من زملائه الموسيقيين وسميت باسم الراحل (عدنان أبو الشامات)، تخليدا ووفاء له وسيرا على خطا نهجه باالمحافظة على الأصالة والتراث ومن ثم أسست فرقة من نوع جديد سماها بغدادي ( التخت الشرقي الدمشقي) والتي تهدف للاستمرار على تقديم الفن السوري العريق والحفاظ على نهجه بما فيه من أصالة و تراث ضمن أعمال فنية مميزة قدمتها الفرقة من خلال مشاركاتها في العديد من المحافل والمهرجانات على أهم المسارح ودور الثقافة في سورية.
رسالة
تسمية التخت الشرقي الدمشقي تعبر عن نفسها حيث نموذح أعمالنا بشكل عام شرقية بروح و بصمة سورية ليس فقط ماهو شامي بل يشمل كل التراث السوري، هذا ماقاله بغدادي متابعا بأن رسالة الفرقة تقديم الفن التراثي الأصيل بشكله الصحيح وصورته الحقيقية ونقله بكل أمانة من الأسلاف إلى الجيل الحالي ليتعرف ويتذوق من إبداعات هؤلاء الموسيقيين من زمن الفن الجميل إلى جانب حماية التراث من النسيان والاندثار.
مؤكدا بأنه من الواجب على كل المعنيين والمهتمين بشؤون الموسيقا السورية بما فيهم الموسيقيين بذل الجهد و الدعم للحفاظ على هوية الموسيقا السورية و الدفاع عن أصالتنا من الفن الهابط والدخيل والذي انتشر في أيامنا هذه وأفسد الذوق العام خاصة شريحة الشباب.
مؤلفات
وأشار بغدادي بأنه ومن خلال مسيرته الفنية ألف العديد من المؤلفات الموسيقية الصامتة ذات القالب السماعي ذاكرا منها ست سماعيات كل واحدة منها ألفت على نغمة موسيقية من الأنغام العربية معرفا بذلك عن قالب السماعي هو مؤلف موسيقي أصيل يعزف في بداية الوصلات الطربية والتراثية.
وأيضا هناك مؤلفات من قالب اللونغا حيث ألف ثلاثة منها وعن اللونغا تحدث بأنها مؤلف موسيقي بسيط يتميز بالرشاقة والسرعة تظهر براعة العازف ، كما لحن عدة قوالب و أعمال غنائية تحديدا الوطنية منها إضافة لفن المونولوج حيث هو فن غنائي هادف يحمل مواضيع اجتماعية معينة بكلمات سهلة ولحن سلس و بسيط لإيصال الرسالة أو الفكرة المرجوة منه للجمهور .
موسيقانا السورية
يقول بعدادي: أرى برودا في الحركه الفنية والموسيقية ومن الصعب تطورها في الظروف الراهنة متابعا بأن الجمهور يستمع للموسيقا الواردة إليه سواء عربية أو غربية والتي من المستوى الهابط فنيا مما أدى لتدني الذوق الفني والقيمة الفنية بشكل عام مشددا على ضرورة وضع حد لتلك الفوضى الفنية وحس الجمهور خاصة من جيل الشباب للعودة إلى الاستماع والاستمتاع بالأعمال الموسيقية التراثية سواء الآلية أو الغنائية بما فيها من الفلكلور و القدود إضافة لموشحات وأغانٍ طربية من زمن الفن الجميل مؤكدا بأن الفن ثقافة والثقافة هوية الشعوب
خطط مستقبلية
وبنهاية حورانا معه أكد بغدادي على استمرارية الفرقة بتقديم أعمالها و بأن القادم سيشهد الكثير من الخطط ذاكرا منها عمل كورالي يضم مجموعة من الشبان والشابات يأخذ الشكل الحواري مع الموسيقا وذلك للمشاركة في المهرجانات والمحافل السورية.
كما بين بأن هناك تنسيقات مع بعض الدول العربية بمشاركة فرقة التخت الشرقي الدمشقي لنقل التراث السوري العريق والأصيل من خلال أعمالها والمساهمة بنشره عربيا بأبهى وأجمل صورة فنية كاملة ومتكاملة.