الجماهير || أسماء خيرو .
لم تكن أعمال مجموعة واسعة من الفنانين في معرض ” ايقاعات فنية ” معنية باستعراض المهارة والبراعة الفنية فقط بقدر ماكانت معنية بصناعة المتعة البصرية من خلال نقل الأجواء النفسية المتبدلة بتبدل درجات اللون متجاوزة عين المشاهد لتلمس أعماق مشاعره .
ولقد تمتعت لوحات المعرض الأول الذي نظمته نقابة المعلمين فرع حلب – مكتب الثقافة والإعلام بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب في قاعة ابن البيطار في جامعة حلب وفقا للزائرين بالحيوية التشكيلية متنقلة في مضامينها مابين الغموض والإيضاح .
رئيس اتحاد الفنانين التشكيلين محمد يوسف مولوي بين بأن اتحاد الفنانين التشكيلين آثر الانفتاح على المجتمع وبالأخص على الشريحة الواعية والمثقفه الموجودة في الجامعة من أجل إطلاع هذه الشريحة على إبداع الفن التشكيلي في حلب مشيرا إلى أن المعرض الأول من نوعه نظم بالتشاركية مع الفنانين المدرسين التابعين لجامعة حلب وفنانين من نقابة المعلمين ، تشاركية إيجابية اتخذت بعدا أكبر من الثقافة نحو الانفتاح على المجتمع .
ويأمل مولوي من المعرض أن يكون منصة لتعريف جيل الشباب بالتراث الفني ،وتطور الفن التشكيلي في حلب، ومسيرة أجيال من الفنانين التشكيلين في شتى المجالات من رسم ونحت ومدارسهم وأساليبهم الفنية المتنوعة إضافة إلى استقطاب طلبة الجامعة وتحفيزهم للمشاركة مستقبلا في هذه المعارض .
أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب ابراهيم داوود لفت إلى مشاركة أكثر من 28 فنانا تشكيليا بلوحات فنية فضلا عن مشاركة 3 فنانين بأعمال نحتية،مشيرا إلى أن المعرض يمثل محطة لإيصال المعلومات حول الفن التشكيلي ومدراسه المختلفة والتعريف برواده المبدعين.
ويهدف المعرض وفقا لرئيس المكتب الفرعي في نقابة المعلمين فرع جامعة حلب الدكتور فهد فرهود ، لتقديم رسالة بأن جامعة حلب ليست فقط صرحا لتقديم المعرفة والعلم بل أيضا ساحة لاحتضان جميع الأعمال والنشاطات الفنية مؤكدا بأن المعرض سيقام بشكل سنوي بالإضافة إلى التوجه للتشارك مع اتحادات ونقابات أخرى لإقامة الفعاليات والمعارض الفنية المماثله .
رئيسة مكتب الثقافة والإعلام في نقابة المعلمين فرع جامعة حلب المهندسة نسرين كيالي بينت بأن اختيار اسم المعرض” إيقاعات فنية ” اقترن بأن عددا من المختصين والأكاديميين من الفنانين شاركوا لعزف السيمفونية الخاصة بشخصيتهم معبرين عن هويتهم الثقافية ورؤيتهم الفنية مشيرة إلى أن المعرض بادرة لتفعيل جسور التواصل مع رواد الفن التشكيلي المبدعين .
.وتطرقت الفنانة التشكيلية ميريام باطري إلى رسم لوحة من التراث الروسي بأسلوب واقعي جمعت فيها بين الفخامة والأنوثة والتفاصيل الدقيقة ضمن علاقة لونية متجانسة لتؤرخ نبذه من جمالية التراث الروسي.
فيما تقنية الألوان الزيتية في لوحة الفنان أيمن الافندي جسدت إحدى الألعاب الطفولية” الشيش ‘ في إحدى حارات حلب القديمة ليبين بأنه سلط الضوء على جمالية هذه اللعبة وعلى الأكشاك القديمة والشبابيك والألفة الموجودة في المنازل وفي حارات حلب القديمة ،كنوع من الحنين إلى ذاك الزمن الجميل .
الفنانة الشابة ايليان فتال قدمت لوحة بأسلوب تجريدي عبرت فيها عن ثلاثية الحياة ضمن فلسفة بنائية غاصت فيها في العوالم الروحية للإنسان لتتحدث عن التناقضات التي تعتريه حين تتصارع الأفكار مع الذات .
واعتمدت الفنانة فاتن الحلو على الأسلوب الواقعي التعبيري لتجسد المرأة مستخدمة العناصر اللونية الحارة والباردة لتجسد الانطلاق في الحياه من أجل التطلع نحو بداية جديدة منوهة بتنوع الأساليب والتقنيات الفنية في المعرض والتي تعد فرصة لتبادل الخبرات والأفكار .