زُهيده هورو
مخطئ من ظن أن الموسيقا خلقت لمجرد اللهو و المتعة فقط
بل هي أرقى وأنقى من ذلك الوصف، إنما احتلت مرتبة العشق المتجذر بأعماق الروح والوجدان تفوح من ثناياها عبق مافيها من فنون وطرب قد غردها بصوته كل من تذوقها شغفا و أجادها لغة تدغدغ الروح والإحساس، لتصاغ كلمات متقنة نظمت بدقة متناهية وبمحتواها الفني الراقي وكأنها لوحة فنية كاملة متكاملة من حيث الشكل والمضمون بعذوبة صوت المغني وشجن الآهات.
خلدون حناوي مطرب شاب ترجم شغفه للفن و الغناء بصوته الرزين والمميز، مؤديا وباحساس عالٍ أنماطاً غنائية منوعة من حيث الكلمة واللحن. حوارٍ معه يطلعنا من خلاله على تفاصيل مهمة من رحلته مع عالم الموسيقا والغناء.
عباقرة الفن
حدثنا حناوي بداية عن شغفه وعشقه اللامتناهي لعالمه الموسيقي والغنائي الخاص والذي بزغ في سن مبكرة حيث نشأته الموسيقية الأولى كانت صحيحة الخطوات ومدروسة منذ البداية متلقيا جمالية الفن العربي الأصيل من أسرته الداعمة له و المحبة لعراقة ذاك الفن وكل ما قدم من أعمال موسيقية مهمة وفي حقب زمنية مختلفة، مبينا مدى تأثره بعباقرة وأصالة الفن العربي حيث من خبراتهم وإبداعاتهم الفنية تشرب بذائقته الموسيقية وأغناها ذاكرا منهم (محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ ، أم كلثوم ..) وغيرهم الكثير
مشيرا إلى حرص عائلته آنذاك على مساعدته لتكوين عالمه الموسيقي الخاص من خلال تعلم الموسيقا وأيضا السمع والمشاهدة لأعمال موسيقية مهمة و لأفلام عربية تتضمن أغاني طربية ذات معنى فني عميق وجمل موسيقية ذات طابع شرقي أصيل.. معبرا عن متعته الحسية والروحية التي كانت لاتوصف بتلك الأعمال القيمة التي من خلالها أغنى موهبته الموسيقية و الغنائية إلى جانب المزيد من الخبرات التي اكتسبها مع مرور الزمان بكل ماقدمه من أعمال فنية و غنائية.
علاقة روح
علاقتي مع مطربي الزمن الجميل هي أشبه مايمكن تسميتها بالعلاقة الروحية المتجذرة لطالما نشأت ذائقتي الفنية والموسيقية على أعمالهم الخالدة إذاً من الطبيعي أن يكون هناك رابط روحي قوي معهم بما قدموه من فن يفيض بالجمال والرقي، تلك العلاقة تدرجت بحالاتها إلى أن وصلت لهذا الكمال والجمال الروحي والحسي، وترجمت ذلك منذ البداية ضمن مشاركتي ببرنامج الهواة طريق النجوم حيث أديت حينها أغنية طربية للسيدة أم كلثوم بينت مدى تعلقي الشديد بها وبما أجادته من أعمال غنائية وفنية مهمة وخالدة والتي مازالت تردد ليومنا هذا وبنفس الروح والشغف.
ولابد من الذكر بأن حناوي إلى جانب تأديته لأغنيات طربية وبإتقان عالٍ أجاد ايضا نوعاً آخر من الغناء ذي طابع فني خفيف قد أداها أيضا مطربو الزمن الجميل.
مضيفا بأنه مؤخرا قام بتأدية أغاني العندليب ( عبدالحليم حافظ ) ضمن حفل شهدته خشبة مسرح دار الأوبرا السورية، وهي لذكرى حليم مشيدا بأغانيه الجميلة الراسخة بوجدان الجمهور العاشق للأصالة والطرب ، ومنوها لأهمية ذاك الحدث السنوي والذي اختص بأغنيات حليم ضمن سلسلة رحلة مع أنغام حليم بقيادة المايسترو مؤيد الخالدي.
حالة عشق
وكل ما أديته من أغنيات طربية ضمن محافل عدة وعلى مسارح مختلفة خاصة على مسرح دار الأوبرا كانت روحي تلامس محبة الجمهور و حالتي العشق والشغف بالمكان الذي يفيض بهما، هذا ما قاله حناوي مضيفا خاصة جيل الشباب الذي يتلقى هذا النوع من الفن الراقي وبكل محبة والذي أكد تمسكه بالأغنية الطربية وبأنها بخير وستبقى خالدة وتتوارثها الأجيال.
كما بين بأن هذا النوع من الفن الطربي لايمكن تقديمه في الأماكن العامة بل يحتاج لأن تتوفر له ظروف وشروط معينة وأماكن تليق به كدور الثقافة ومسارح الأوبرا لما فيها من عظمة ورقي لعشاق الفن والطرب الأصيل.
تترات غنائية
وعن خوضه لهذا المجال وصفه حناوي بالتجرية المميزة لطالما يوصل من خلالها المغني وبصوته القصة المراد منها سواء كان العمل دراميا أو غير ذلك ذاكرا لنا تجربته الأولى ضمن هذا المجال وهو مسلسل (حروف يكتبها المطر
للأستاذ فراس إبراهيم، مسلسل أعيدوا صباحي ، مسلسل بلا غمد..) وغيرها الكثير من الاعمال إلى جانب تجربته لعمل درامي عربي مصري مؤديا فيه أغنية حملت عنوان (يا دنيا يا مغلبانا) موضحا بأن تجربة الغناء ضمن التترات خاصة الدرامية تلاقي تفاعلا ونجاحا واسعين من قبل الجمهور كونها ترافقهم على مدى عرض حلقات العمل لتكون ملخصاً لحكاية ولغز العمل من خلال صوت وأداء المغني.
صناع الأغنية
وبنهاية حوارنا معه أشار حناوي إلى أمله بأن يلتقي قريبا بصناع الأغنية العربية الأصيلة خاصة المنتجين منهم بما يخدم موهبته الغنائية بصورة وشكل صحيحين وأن يؤمنوا بتلك الموهبة بدعمها وتقديم الأفضل لها للوصول بها إلى ما يتمناه وأيضا ما تستحقه من مكانة فنية.