المجتمع بين التكافل والتغافل (٣/١)

بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة
بِــنَــهجِ التعــاونِ فَـلـنَلتزِمْ
وَنَــبني وللخيــرِ فَــلنَغتَنِمْ
وضعف التشــتت نُـلقي به
لنَرقى ونُحسَبَ فيمن سَلِمْ
التكافل من القيم الإنسانية التي حثت عليها جميع الأعراف الإنسانية والأديان السماوية، فهو من العوامل الأساسية التي تقود المجتمعات نحو التقدم وتحقيق النجاحات المختلفة في شتى المجالات، وإنًّ التغافل والتشاغل عن هذه القيمة تجعل المجتمع في شتاتٍ وتباغضٍ وتقوده نحو الفشل.
ولا بد لنا أمام ما نشهده من ويلات تحيط بمجتمعاتنا أن نذكر بهذه القيمة الإنسانية العظيمة.
والمقصود بالتكافل هو التعاون والتعاضد والتضامن لمواجهة التحديات والمخاطر والسير بالمجتمع أفراداً وجماعات نحو حياة أفضل.
وإذا أردنا أن نتحدث عن التكافل الاجتماعي في الإسلام يمكن أن نقسّمه إلى سبعة أقسام تشمل جميع جوانب الحياة وهي:
التكافل المالي.
التكافل العيني.
التكافل النفسي المعنوي.
التكافل العلمي المعرفي.
التكافل الأسري.
التكافل الكارثي _في أوقات الكوارث_
التكافل البيئي.
وسنتناول عبر أكثر من مقالة هذه الأقسام تباعاً فنبدأ بالحديث عن تجليات التكافل الاجتماعي فيما يخصُّ المال الذي يعتبر مُحرّك الحياة الاقتصادية في المجتمع.
١_ التكافل المالي:
وهو تقديم الدعم المالي للمحتاجين وتُرسّخ هذا القسم من التكافل فرائض إلهية وقيم دينية وإنسانية منها:
* الزكاة: الفريضة الشرعية التي أمر الله عباده بها فقال في العديد من آيات القرآن الكريم: { وآتوا الزكاة } حيث تُؤخذ الزكاة من الأغنياء وتُعطى للفقراء. وبذلك يسير المجتمع نحو التعافي من الفقر عبر هذا النوع من التكافل.
* الصدقة: وهي تبرع مالي أو عيني غير مفروض، يُقدَّم للمحتاجين في أي وقت. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ في المالِ لَحَقًّا سِوى الزَّكاةِ) رواه الترمذي. وللصدقة تأثير كبير في التكافل لسد حاجات الفقراء والمعوزين.
* القرض الحسنة: وهو تقديم المال على شكل قرض ” دَيْن” بدون فوائد لمساعدة الآخرين على تحسين أوضاعهم المعاشية أو تمويل مشاريعهم. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقة مرة). أخرجه ابن ماجه.
٢ _ التكافل الاجتماعي العيني
ويكون عبر فعل الخير بتقديم المساعدة الملموسة للناس مثل:
* إعانة الأصحاب والجيران: وذلك بالتعاون معهم على تلبية احتياجاتهم سواء كانت مادية أو معنوية. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُهم لجارِهِ) رواه الترمذي.
* إطعام الطعام وتأمين مياه الشرب: بتوفيرهما للمحتاجين. وقد صف الله تعالى عباده المؤمنين في قوله: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا). [الإنسان: 5 – 8].   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة سقي المياه) رواه أحمد.
* كسوة المحتاجين: عبر تقديم الملابس لمن لا يستطيعون توفيرها لأنفسهم، وخاصة في مواسم البرد أو الأعياد.وقد روى الإمام أحمد فى مسنده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنِ اسْتَجَدَّ ثَوْبًا فَلَبِسَهُ، فَقَالَ حِينَ يَبْلُغُ تَرْقُوَتَهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ – أَي قَدِمَ – فَتَصَدَّقَ بِهِ ، كَانَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ وَفِي جِوَارِ اللَّهِ وَفِي كَنَفِ اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا.)
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار