الجماهير || أسماء خيرو
بهدف الحفاظ على فن الخط العربي الأصيل وتشجيعا لجيل الشباب على تنمية مواهبه بما هو مفيد تم افتتاح معرض الخط العربي وذلك في مدرسة الصلاحية بالقرب من خان الوزير في حلب .
وشارك في المعرض الذي افتتحه مديرية الأوقاف – دائرة معاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم وتفسيره بحلب – لجنة الخط العربي بالتعاون مع مركز أرشاد للتأهيل التخصصي نخبة من الخطاطين المحترفين فضلا عن مجموعة من مدرسي ومدرسات المعاهد القرآنية والطلبة والطالبات في معاهد الأسد .
واشتمل المعرض على لوحات فنية بتصاميم الخط العربي توزعت فيها أنواع الخطوط ما بين كوفي ، ديواني ، وثلث ، ورقعة ، نسخ وفارسي ، ناهيك عن أنها اختلفت بأحجامها ومضامينها من كلمات دينية ، وأحاديث نبوية ، وأمثلة ،وحكم ، وعظات، وآيات قرآنية ليكلل المعرض في ختامه بتكريم جميع المشاركين بشهادات تقدير.
و قدم المعرض الذي يستمر على مدى أسبوع وفقا للزوار فسحة واسعة للمشاركين لحفظ لغة القرآن الكريم “اللغة العربية ” واكتشاف أسرارها التشكيلية فحققت اللوحات إلى حد كبير المفاهيم الجمالية الفنية المعاصرة بلغة الضاد .
ووفقا لمدير أوقاف حلب الدكتور محمد رامي عبيد أقيم المعرض انطلاقا من اهتمام وزارة الأوقاف للحفاظ على اللغة العربية والخط العربي مبينا بأن المعرض يقام بشكل سنوي ويعد السابع من نوعه و تنوع المشاركات يسعى لحفظ ونشر ثقافة وجمال الخط العربي وهذا العام جاء كتحية للخطاط محمد أمين خياطة .
عبد الكريم عبيد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين بين أن الخط العربي يعتبر جزءاً من التراث الإسلامي والعربي، ويمثل فنًا عريقًا يعود تاريخه إلى قرون عديدة. يعكس الثقافة والتاريخ والفنون ، وهو ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل هو فن يُعبر عن الجمال والدقة، ويُمكن من خلاله التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة بصرية فريدة.
وبين مفتي حلب الدكتور محمود عكام بأن المعرض فني بامتياز كونه ينتمي للخط العربي الذي يعد الوجه الحسن من وجوه اللغة العربية العظيمة بمضمونها وبنحوها وبلاغتها وصرفها وأدبها وشكلها مشيرا إلى أن الخط ازداد حسنا لأنه يكتب روائع اللغة العربية وإلى سعادته بأن تكون حلب الوجه الحضاري الحاضن للمعارض الفنية التي تعبر عن أصالة الأمة العربية وبلاد الشام وسورية .
وبحسب رئيس لجنة الخط العربي في مديرية الأوقاف الخطاط أحمد القاسم فإن المعرض يهدف إلى تشجيع الأطفال للاهتمام بما هو مفيد بدلا من الاهتمام بالموبايل فضلا عن تنمية المواهب ،لافتا إلى أنه مبادرة جيده من مديرية الأوقاف شارك فيه 25 خطاط محترف ، و30 مدرس ومدرسة و 100طالب وطالبة وتميز بالتنوع وتعدد المشاركات .
وأكد أمين سر مركز أرشاد التخصصي أحمد حوار على أهمية المعرض كونه يبرز جهود عام كامل لطلبة معاهد الأسد لتحفيظ القرآن وتفسيره بعد انتهاء الدورات التي أقيمت وبالتعاون مع مركز أرشاد التخصصي لافتا إلى أن ما يميز المعرض تضافر الخبرات بين كبار الخطاطين والأطفال والمدرسين لتخليد ذكرى الخطاط محمد أمين خياطة .
وأشار حوار إلى أن معاهد الأسد لها باع طويل في إقامة الدورات التي من شأنها تحسين الخط العربي لدى محبيه وحاليا دخلت في مرحلة جديدة بتعليم كامل فنون الخط وأنواعه كما أشار إلى أنه خلال المعرض سيتم توزيع شهادات تقدير ل 200 طالب وطالبة من فئات عمرية مختلفة تتراوح مابين ال 8 حتى 20 عاما كما سيتم توزيع 90 شهادة حضور وشكر.
وأوضح حوار بأن مركز أرشاد تابع لوزارة الأوقاف يعنى بالمنطقة الشمالية وبإقامة الدورات المتنوعة المجانية من تنموية ، مهارية وعلمية ،النوادي صيفية ، نشاط مكتبات لإحياء القراءة والكتابة ،وخلال عام 2024 تم تنفيذ أكثر من 160 دورة تدريبية وأنشطة مجانية .
ولفت نائب رئيس معاهد الأسد في مديرية الأوقاف الدكتور عبدالله بوشي إلى أن المعرض يسعى إلى تعويد الطلبة من الأجيال الشابة على إتقان الخط العربي والتعرف على أنواعه وخاصة خط النسخ “خط المصحف الشريف ” مشيرا إلى اهتمام وزارة الأوقاف بالخط العربي والتأكيد على حفظ هذا التراث من الاندثار .
وشارك الخطاط علي الظاهر بلوحتين بخط الثلث الجلي” لأن شكرتم لأزيدنكم” ،وجئتك من سبأ بنبأ يقين ” على شكل هدهد مشددا على ضرورة تعليم الخط العربي والتشجيع على الحفاظ عليه كونه هوية أمة وتاريخ حضارة .
وشارك الطالب في الصف التاسع محمد العبدالله بلوحة “وعلى الله فليتوكل المتوكلون ” مستخدما الخط الديواني الجلي الفني مؤكدا على مدى حرصه على التدرب من أجل تعلم الخط العربي وتعلقه به منذ الصغر .
فيما شاركت الطالبة في الثالث الثانوي سدرة اسكيف بلوحة جسدت فيها اسم الجلالة الله محاطا بسورة الرحمن مستخدمة جمالية وانسيابية الخط الديواني محولة إياها لقطعة فنية بديعة منوهة بالمدربة منى صندفي التي علمتها هذا الفن وبعائلتها .