الجماهير || أسماء خيرو .
في صيغة جمعت بين النغمة الكوميدية والتراجيدية الحزينة الحزينة الناقدة قدم المخرج أسامه عكام عرضه المسرحي ( بطرس والعسل السحري ) لليافعين ،عن نص مأخوذ من الأدب الروسي للمؤلف ليف أوستينوف على مسرح دار الكتب الوطنية .
ويخاطب العرض الذي أقامته مديرية المسارح والموسيقا – مسرح حلب القومي شريحةاليافعين ،بطله بطرس الحاكم الذي غادر قريته في رحلة طويله بحثا عن الحكمة وعاد بعد ثلاث سنوات حاملا سيفا وقيثاره وفي طريق عودته يصادف ساحرة وبدافع تحقيق حلمها بأن تصبح راقصة تهبه جرة من العسل السحري التي تؤثر عليه بشكل واضح وتجعله يرى القبح جمالا والأفعال الشريرة خيره، وتتطور الحكاية لتأخذ المتلقي نحو قرية بطرس وسكانها الذين يعانون من ظلم وجور الاسكافي وابنته ومن أفعالهما السيئة المبنية على الاحتكام لببغاء ، ومع وصول بطرس إلى القرية تفاءل أهلها به أملا في مجيء يوم مختلف يزيح عن أرواحهم المتعبة عتمة الظلم الموحشه ولكن سرعان ما يخيب ظنهم به حين يكتشفون بأن بطرس لايرى الخداع والشر ،غائب العقل لايستطيع التمييز بين ماهو صحيح وخاطيء بفعل تناوله للعسل المسحور وتتوالى الأحداث ويتعاون سكان القرية من أجل مساعدة بطرس وتخليصه من تأثير العسل المسحور ليعود له رشده وينقذ القرية من ظلم وجور الاسكافي وابنته .
وقد تمكن العرض من خلال أداء تمثيلي غلب عليه الطابع الكوميدي الساخر والنغمة التراجيدية الحزينة الناقدة للواقع ومؤثرات موسيقية من التراث الروسي وديكور جميل وقريب من البيئة الروسية ولغة عربية فصحى أن يشد انتباه الأطفال واليافعين الحضور ويحقق لهم المتعة الفكرية والذهنية والفائدة القيمية .
وبينت مديرة مسرح حلب القومي رنا مالكي بأن العرض المسرحي ضمن توجه مسرح حلب القومي نحو لإنجاز الأعمال التي تناسب جميع الشرائح العمرية وبالرغم أن العرض موجه لليافعين إلا أنه يناسب الأطفال والكبار ليكتسبوا منه القيم والأفكار الجيدة مشيرة إلى أن عرض بطرس والعسل السحري قدمه نخبة من شباب مدينة حلب مقتبس من الأدب الروسي يحمل الكثير من القيم الإنسانية والوطنية ركز في الدرجة الأولى على مهارة التواصل مجسدا الإنسان الذي غاب عقله ولم يعد يفكر وتوقف عن الحوار مع الآخر وفقد القدرة عن التمييز مابين الصح الخطأ بطريقة شيقة وكوميدية
وأشار معد ومخرج العمل عكام إلى أن عرض “بطرس والعسل السحري ” من التجارب الأولى التي تقدم لمسرح اليافعين ويطرح مجموعة كبيرة من القيم منها التمسك بالأمل والتعاون وعدم اليأس ، يقدم الموسيقا والرقص كقيم جمالية مهمة في حياة الإنسان ، والعمل يحمل في مضمونه أكثر من فكرة مطروحة بشكل أقرب ماتكون إلى الحكايا ،عمل من حيث الفكرة يناسب جميع الشرائح العمرية فيه الشكل والحكاية التي تناسب الأطفال كما فيه المضمون الذي يخاطب عقول اليافعين مكرس بطريقة مباشرة بحيث يعبر. عن تكامل الأجيال بدلا من صراعها.
ووفقا للمخرج عكام يحاول العرض المسرحي أن يقدم تكامل مابين الأجيال من خلال الشخصيات ومنها الماجور المتفائل المعروف للموسيقين أنه الأب الروحي ، والمينور الذي يرمز إلى الشجن والحزن ، وماريا التي ترمز للاندفاع والحماس ، نورس الصياد الذي يرمز للحنكة والتمرد على الظلم ، وكعب الذي يرمز للجشع والظلم ، وبشكل عام يمكن أن نقول أن العمل مشحون بالقيم الإنسانية.
وشارك الفنان الشاب محمد مروان ادلبي بتجسيد دور الصياد نورس الذي يثور ويتمرد ضد الظلم والأحكام التي كان يصدرها الاسكافي الذي يحتكم لطير الببغاء ، معبرا عن سعادته كون العرض استطاع التأثير بالأطفال الحضور الذين تفاعلوا مع العرض وكان عقلهم حاضرا يحاور وينبه شخصية بطرس ..
وبين الفنان الشاب عبيدة صادق بأنه جسد شخصية بطرس الذي كان حاكم المدينة أو القرية واكتشف بأن القوة لوحدها لاتكفي لصنع الإنسان بل الحكمة فانطلق برحلة طويله من أجل الوصول إلى الحكمة والتعلم وعاد بعد ثلاث سنوات ليلتقي بساحرة تريد أن تتخلص من السحر فقط لتتعلم الرقص ومنحته العسل السحري لتنقلب حياته ويرى كل الأمور رائعة بالرغم من مرارتها إلى أن يساعده أهل القرية ويعود كما كان مضيفا بأن استفاد كثيرا بتعاونه مع المخرج عكام إذ زاد من خبرته ويعد هذا التعاون مع المخرج الثاني من نوعه .
ولفت الفنان أحمد شعبان بأنه جسد دور الماجور الموسيقى الذي يدعو إلى التفاؤل ويسعى لزراعة الأمل في قلوب الجميع والاطمئنان لما يحدث والنظر دائما للمستقبل بتفاؤل وعدم اليأس. .
وشارك في تجسيد الشخصيات إضافة للذين التقت بهم الجماهير الفنان طارق خليل في دور المينور ، الفنان محمد ملقي دور الاسكافي ، الفنانة ميار خطيب في دور الشوكة ، الفنانة نغم كوجاك في دور حبيبة بطرس ، الفنانة قمر الزمان بدور الساحرة ، الفنان محمد عطار في دور الببغاء .
هذا ويستمر عرض المسرحية على مسرح دار الكتب الوطنية حتى يوم 18 من الشهر الجاري .
ت: هايك أورفليان .