الأمن والاستقرار: إرادة الشعب تبني سورية الجديدة

الجماهير || أسماء خيرو
في ظل التصاعد المتزايد للعمليات العسكرية الهادفة إلى تطهير المناطق الساحلية السورية، مثل طرطوس واللاذقية، من بقايا نظام الأسد البائد والمجموعات الخارجة عن القانون، تتجلى ظاهرة جديدة تستحق التأمل: انخراط المجتمعات المحلية بشكل فعّال في دعم هذه العمليات العسكرية. وكأنها بذلك تعيد تشكيل مفهوم “الأمن” من مسؤولية حكومية بحتة إلى قضية وجودية تتطلب تضافر الجهود بين الدولة والشعب.

تشهد الساحات العامة من حلب إلى دمشق، مروراً بحمص وإدلب وحماة والسفيرة والنبك ودرعا وغيرها، موجة من الوقفات والمظاهرات الحاشدة، حيث ترفع الجماهير شعارات تؤيد جهود الدولة ووزارتي الدفاع والداخلية، معبرة عن رفضها القاطع لكل ما يهدد الأمن والاستقرار في سورية.

هذه المشاهد لا تعكس مجرد ردود فعل عابرة، بل تجسد إدراك أفراد المجتمع بأن الأمن والاستقرار لم يعدا “خدمة تمنح”، بل هما “مكسب يدافع عنه بالوعي والالتزام”. إن التجارب التي مر بها الشعب السوري على مدار السنوات الماضية أكدت أن الأمن لا يتحقق إلا بتضافر الجهود وحشد الطاقات، ما يجعل الجميع، من أفراد ومؤسسات، في قلب المعركة من أجل حماية وطنهم.

المشهد السوري اليوم يقدم نموذجاً استثنائياً يبرز تحول مفهوم الأمن من مجرد قوة تعززها الدولة إلى قضية تعتمد على إرادة الشعب. ففي إحدى الوقفات الجماهيرية في ساحة سعد الله الجابري، جسد أحد الشعارات جوهر هذه المرحلة بثقة ووضوح: “أولوية الدولة والشعب واحدة: فرض الأمن واستعادة الاستقرار على كامل الأراضي السورية”.

إن التحديات التي تواجه سورية اليوم تتطلب من جميع الأطراف، سواء أكانت الحكومية أو المجتمعية، أن تتشارك في المسؤولية وأن تبذل قصارى جهدها لتحقيق الأمن والاستقرار. فالاستقرار يتطلب وعيًا جماعيًا وإرادة قوية من قبل الجميع.
وفي النهاية، يبقى الشعار الذي يجب أن يرفعه الشعب والدولة معًا: الأمن هو حقنا أولاً وأخيرًا، ويجب أن ندافع عنه سوياً من أجل مستقبل أفضل.

-—–
قناتنا على التليغرام 👇🏻

https://t.me/jamaheer

وعلى الوتساب:

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار