بقلم || جهاد جمّال..
مع أحداث يوم أمس التي قامت بها فلول النظام البائد، برز موقف شعبي مهيب يدعو للفخر والاعتزاز من خلال دعم الحكومة السورية في مواجهة التحديات التي تعصف ببعض المناطق الساحلية، وخاصة محاولات بعض فلول النظام المجرمة والتي أوغلت في دماء السوريين على مدار سنوات الثورة إثارة الفتن بدعمٍ من أجندات خارجية. هذه الفلول الخائنة والبائسة تحاول أن تستغل التنوع الطائفي المميز في سورية لإشعال حرب أهلية، لم تكن سوى أدوات في مخطط أوسع يهدف إلى تقسيم سورية وضرب استقرارها.
الشعب السوري، الذي دفع ثمن الحرية لأكثر من أربعة عشر عاما، يرفض اليوم بشكل قاطع أي محاولات لزعزعة أمن واستقرار سورية في كل شبر منها. فمنذ انتصار الثورة وخلع النظام البائد ،ظهرت بعض الحركات وما تسمي نفسها فصائل في بعض مناطق الساحل أداةً لإذكاء نار الفتنة، مستخدمة خطابًا تحريضياً يهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية.
لكن الوعي الشعبي ازداد،وبات السوريون أكثر إدراكًا أن هذه المحاولات ليست سوى وسيلة لتحقيق مصالح خارجية على حساب سيادة سورية ووحدة أراضيها.
ومن الواضح أن هذه الفصائل الطائفية لم تتحرك من تلقاء نفسها، بل تعمل ضمن مخطط ترسمه قوى إقليمية ودولية تهدف إلى تقسيم البلاد وإدخالها في مستنقع لا تحمد عقباه.
فبعد أن فشلت تلك القوى في فرض مشاريعها عسكريًا، تحاول اليوم استخدام ورقة الطائفية لإحداث شرخ داخلي يسهل لها تنفيذ أجنداتها.
كما أن المتابع للأحداث يرى بشكل جلي أن بعض هذه الفصائل تلقت تمويلًا ودعمًا لوجستيًا من جهات خارجية، ضمن خطة لإدخال سورية في مرحلة من الصراع الداخلي.
وفي موازاة ذلك يتضح من خلال التحركات العسكرية “لقوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالتزامن مع تحركات الفلول المجرمة أن هناك تنسيقا عاليا بينهما وأن الأخيرة تلعب دورًا تخريبيًا لا يقل خطورة عن تلك الأدوات الخائنة، من خلال استغلال التحريض الطائفي و فلول النظام لإحداث اكبر قدر من الفوضى الأمنية والسياسية بهدف فرض سيطرتها في شمال وشرق سورية بدعم من قوى دولية كما تحاول فرض أمر واقع جديد ضد إرادة الشعب السوري يتمثل بتعزيز مشروعها الانفصالي.
لذلك فإن المرحلة الحالية تتطلب من الحكومة التعامل بحزم والضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن والتعامل مع ملف الخيانة القسدية بالسرعة الكلية لأنه المشروع الأخطر على سورية وهو منبع الخيانة والدسائس .
كما تتطلب منا نحن السوريين المزيد من الوعي والتكاتف لمواجهة المخططات الهادفة إلى زعزعة استقرار وطننا الحبيب .
والحفاظ على انتصار ثورتنا و كفاحنا على مدار سنوات الثورة لتحقيق الانتصار على النظام المخلوع بكل ما أوتينا من قوة وحتى أخر قطرة من دمائنا لأنه ثمن باهظ لتضحياتنا وهو الأمل الذي حلمنا به لتحقيق مستقبل واعد و مشرق لبلدنا و لأجيالنا القادمة .