الجماهير || اسماء خيرو….
إحياءً للذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة السورية، نظمت مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية بالتعاون مع جامعة حلب ومكتب الشباب فعالية رمضانية جمعت بين البُعدين الثقافي والإنساني، تخللها مأدبة إفطار جماعي، وذلك في ساحة جامعة حلب.
شهدت الفعالية فقرات فنية متنوعة، منها تقديم أغانٍ وطنية عبّرت عن روح الثورة، وعرض مسرحي مؤثر قدمته “فرقة الماغوط” تحت عنوان “لن يسرقوا المطر”، والذي سلّط الضوء على معاناة المعتقلين في سجون النظام السوري، مستخدمًا لغة فنية تلامس جراح السوريين وتطلعاتهم نحو الحرية والكرامة.
كما تضمنت الفعالية معرضًا فنيًا بعنوان “إشراقة النصر”، ضم 100 لوحة أنجزها مدربون ومدربات من منظمة الرواد، فضلاً عن شباب وأطفال تدرّبوا تحت إشراف المؤسسة. تناولت الأعمال مسيرة الثورة منذ بداياتها مرورًا بمراحل الاعتقال والتهجير وصولًا إلى آمال النصر وإعادة الإعمار. وتميّزت اللوحات بتنوع التقنيات الفنية، مما عزز الرسائل السياسية والإنسانية بأبعاد جمالية عميقة.
وفي كلمته، أكد وزير التعليم العالي في الحكومة السورية الجديدة، عبد المنعم عبد الحافظ، أن الثورة انطلقت قبل 14 عامًا من جامعة حلب سعيًا للحرية بوسائل سلمية، لكن النظام القمعي واجهها بعنف مفرط، مما تسبب في تشريد وتهجير آلاف السوريين. مشيرًا إلى أن سورية تدخل اليوم مرحلة جديدة لتعزيز دور الجامعات في بناء الأجيال، معتبراً أن التحديات كبيرة تتطلب توحيد جهود جميع مكونات الشعب لإعادة البناء.
بدوره، هنأ رئيس جامعة حلب، د. محمد أسامة رعدون، الحضور بذكرى الثورة، مؤكدًا أن هذا الحدث الثقافي جاء ليربط بين الماضي والحاضر عبر الفن ويوجه رسالة أمل مفادها أن سورية، بروح أبنائها وإبداعاتهم، قادرة على تجاوز المحن وكتابة فصل جديد من تاريخها.
وبين أحمد هواش، مسؤول المشروع الثقافي في معهد الرواد للثقافة والفنون، بأن المعرض يقدم رؤية مختصرة لتجربة أربعة عشر عامًا من المعاناة السورية، مبتدئًا بمراحل الاعتقال والتهجير القسري والقتل الممنهج، وصولاً إلى خاتمة النصر.
وأضاف هواش أن المعرض يجسد حكاية شعبٍ عانى الويلات، عبر لوحات فنية تعكس مراحل الألم التي عاشها، بمشاركة مدربين ومدربات من المعهد الثقافي التابع للمنظمة، إلى جانب أعمالٍ للمستفيدين من برامجها. إذ تُبرز اللوحات إبداعات الشباب والأطفال الذين تدربوا تحت إشراف المعهد لمدة عام كامل، ليعبروا من خلالها عن مشاعرهم الصادقة، وينقلوا تجربتهم بلغة الفن التي تنبض من الأعماق.
وأكد محمد نعسان، مدير مشروع الثقافة والتراث في مؤسسة الرواد، أن الفعالية تهدف إلى تخليد صوت شعبٍ رفض العيش تحت نير نظام استبدادي أنهك البلاد لعقود من القمع والفساد.
ونوّه عدد من الحضور بأن الذكرى الرابعة عشرة للثورة ليست مجرد استعادة للماضي، بل محطةٌ لإبراز إصرار السوريين على المضي قدماً في بناء وطنهم رغم كل التحديات.