الواشنطن بوست تكشف خيانة الهجري وقسد 

مصطفى الدناور…
كشفت صحيفة واشنطن بوست اليوم  في تقرير موسع تناولته العديد من الصحف العربية عن تقديم إسرائيل دعما عسكريا وماليا لقوات محلية يقودها حكمت الهجري في جنوب سوريا منذ أواخر عام 2024 في سياق معقد من التداخلات الإقليمية التي يشهدها المشهد السوري وأوضح التقرير نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وغربيين أن هذا الدعم شمل تزويد تلك القوات بأسلحة ومعدات عسكرية إضافة إلى معلومات استخباراتية ورواتب شهرية لآلاف المقاتلين مشيرا إلى أن عمليات تسليم السلاح بدأت في السابع عشر من كانون الأول 2024 ولا تزال مستمرة حتى الآن ولفت إلى أن الرواتب المقدمة تراوحت بين مئة ومئتي دولار لنحو ثلاثة آلاف عنصر في حين جرى تمرير جزء من الدعم المالي واللوجستي عبر قنوات متعددة من بينها قوات سوريا الديمقراطية التي لعبت أيضا دورا في تدريب مقاتلين دروز في مناطق شمال شرق سوريا وذكر التقرير أن الأسلحة التي وصلت إلى قوات الهجري تضمنت معدات مصادرة من حزب الله وحماس إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع وصور أقمار صناعية استخدمت خلال فترات الاشتباك وأشار إلى أن مسؤولين غربيين تحدثوا عن إعداد خرائط تتضمن تصورات جغرافية لكيان درزي محتمل يمتد باتجاه الشرق وصولا إلى العراق في حين نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن فكرة إقامة كيان درزي مستقل ليست قرارا سياسيا معتمدا حتى الآن وإن السياسة الإسرائيلية تجاه الدروز في سوريا ما تزال قيد الدراسة وربط التقرير هذا الدعم بالتطورات الأمنية التي شهدتها محافظة السويداء خلال الأشهر الماضية ولا سيما الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في تموز وأسفرت عن نزوح واسع للسكان قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار معتبرا أن هذه المعطيات تكشف عن شبكة علاقات غير معلنة تهدف إلى التأثير في توازنات الجنوب السوري في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد.
إن ما تكشفه هذه المعطيات لا يمكن توصيفه إلا كحالة خيانة مكتملة الأركان حين يتحول السلاح والمال الخارجي إلى أداة بيد جهات محلية تضرب وحدة البلاد وتفتح أبواب الجنوب السوري أمام مشاريع مشبوهة فقبول الدعم من عدو تاريخي لسوريا لا يندرج في أي إطار سياسي أو أمني بل يشكل سقوطا أخلاقيا ووطنيا وانحرافا خطيرا عن مسار الانتماء الوطني ويضع أصحابه في موقع المتواطئ على مستقبل السوريين ودماء أبنائهم ويؤكد أن من يراهن على الخارج إنما يختار الاصطفاف ضد شعبه مهما حاول تبرير ذلك بشعارات الحماية أو الخصوصية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار