مصطفى الدناور…..
لم يكن اعتقال الصحفي فراس البرجس حادثة عابرة ولا خطأ فرديا كما تحاول قسد دائما تبرير انتهاكاتها بل جاء كحلقة جديدة في سلسلة طويلة تؤكد أن هذه القوات لا تختلف في سلوكها الأمني عن سلطة النظام البائد مهما تبدلت الشعارات والأسماء فحين تلجأ جهة تدعي الديمقراطية وحرية التعبير إلى اعتقال صحفي بسبب عمله فإنها تعلن عمليا سقوط خطابها السياسي والأخلاقي معا
إن ما جرى مع البرجس يكشف أن قسد لا تحتمل الكلمة الحرة ولا تقبل بالإعلام إلا إذا كان خاضعا ومروضا ويعمل ضمن الخط المرسوم أمنيا وهو ما يحول المناطق التي تسيطر عليها إلى مساحة مغلقة لا مكان فيها للرأي المختلف ولا للنقل المهني للوقائع
إن تغييب الصحفي واحتجازه دون مسوغ قانوني واضح ومنع عائلته من التواصل معه يؤكد أن قسد تستخدم القبضة الأمنية كأداة حكم أساسية وأنها تنظر إلى الإعلام باعتباره خطرا لا شريكا في بناء المجتمع وهذه الممارسات تفضح زيف الادعاءات المتعلقة بحماية الحريات وتضع قسد في موقع المتهم بانتهاك أبسط حقوق الإنسان
إن اعتقال فراس البرجس ليس اعتداء على شخصه فقط بل رسالة تهديد لكل صحفي يحاول العمل باستقلالية في مناطق سيطرة قسد ورسالة تقول بوضوح إن الكلمة الحرة ثمنها السجن وإن من يخرج عن الرواية القسدية مصيره القمع والسجن وحتى القتل ايضا .