الدولة تبني والمنتفعين من النظام البائد تسعى إلى الصدام

مصطفى الدناور…
منذ البداية أوضحت الدولة مقاربتها تجاه الساحل وسورية عموما مقاربة شاملة أعلنها الرئيس صراحة في لقائه مع أعيان الساحل حين أكد أن السلم الأهلي خيار استراتيجي لا تراجع عنه وأن الدولة هي مظلة جميع مواطنيها دون تمييز وأن الساحل ليس عبئا ولا ساحة توتر بل فرصة استثمارية وتنموية كبرى أُفقرت عمدا على مدى سنوات بفعل النظام السابق واذنابه الذين وضعوا أبناءه في مواجهة مع بقية السوريين خدمة لمصالحهم الضيقة.
في المقابل يبرز نهج غزال غزال كصورة معاكسة تماما لهذا التوجه نهج يقوم على شحن الشارع واستدعاء الغضب والدعوة إلى التظاهر دون أي مسؤولية وطنية ثم ترك الأمور تنفلت وصولا إلى الاعتداء المسلح على قوات الأمن في سلوك لا يمكن وصفه إلا كمحاولة لنسف الاستقرار وإعادة إنتاج الفوضى تحت عناوين زائفة.
الدولة اليوم تتحدث بلغة العقل والقانون وتعمل على تفكيك أسباب الاحتقان وفتح أبواب التنمية والاستثمار وإعادة دمج الساحل في مشروع وطني جامع
بينما يعتمد غزال غزال على خطاب التحريض والتأزيم ويقدم أنصاره وقودا لمغامرات خطرة لا تخدم إلا بقايا عقلية الفوضى.
الفرق بين النهجين صارخ دولة تسعى لحماية السلم الأهلي كضمانة لمستقبل السوريين جميعا وتتعامل مع الساحل كجزء أصيل من هذا المستقبل ونهج آخر يصر على جر المنطقة إلى مربع الصدام مع الدولة ومع باقي المجتمع السوري وهو خيار أثبتت التجربة أنه لا يجلب سوى الخراب والعزلة والخسارة ليس للساحل فقط بل للوطن ولجميع السوريين .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار