المحطة الأخيرة لعراب البيئة الشامية في ثرى دمشق

أغلق برحيله باب الحارة وترك ليالي الصالحية وحيدة وهو الذي عاش فيها أيامه الشامية لـ66 عاماً في سنواتها الخوالي داخلاً عالم الإخراج من خلال بيئتها التراثية حيث استطاع بجدارة أن يكون زعيم دراما البيئة الشامية الذي قص على الأجيال حكاياته الشهيرة مبتدئاً بـ كان يا ما كان ليطفئ كاميرته مع سوق الحرير.
المخرج بسام الملا ابن مدينة دمشق شيعه اليوم أصدقاؤه ومحبوه إلى مثواه الأخير من مشفى الأسد الجامعي إلى جامع الأكرم حيث صلى على جثمانه مروراً بساحة الأمويين أمام مبنى التلفزيون العربي السوري الذي كان شاهداً على انطلاقته وصعوده بمرافقة هتافات من وحي العراضة الشامية التي طالما كرسها في أعماله ليوارى الثرى في مقبرة بئر السبيل الثانية بحي ركن الدين.
الملا الذي نعته وزارتا الثقافة والإعلام ونقابة الفنانين رحل عن عالمنا أول من أمس إثر أزمة صحية تعرض لها خلال إقامته في لبنان عن عمر ناهز 66 عاماً بعد مسيرة فنية واعتبر خلالها أحد أهم مخرجي الدراما في سورية وعراب بيئة الدراما الشامية.
وينتمي الراحل لأسرة فنية عريقة فوالده الممثل القدير أدهم الملا وشقيق المخرجين مؤمن الملا وبشار الملا ولديه أخ آخر يعمل في مجال التمثيل وهو الفنان مؤيد الملا.
كانت بداية الملا مع برامج المنوعات مثل القنال 7 وبساط الريح إضافة إلى الأعمال ذات الطبيعة التراثية التاريخية كأعلام العرب وديوان العرب وشارك كمخرج مساعد في أعمال أخرجها الراحل علاء الدين كوكش من تجارب عائلية وسيف دحيلان والمجنون طليقاً وحصاد السنين.
أطل على الجمهور كمخرج مع مسلسل الأطفال كان يا ما كان ثم مع مسلسل الخشخاش ثم قدم عمله الأول في مجال البيئة مع أيام شامية سنة 1992 وأخرج العمل التاريخي العبابيد سنة 1996 وبعده اختص في الدراما الشامية فأخرج سلسلة من الأعمال حققت نجاحاً كبيراً من الخوالي وليالي الصالحية وباب الحارة الذي أخرج الملا أجزاءه الخمسة الأولى وأشرف على إخراجه لغاية الجزء التاسع وحقق من خلالها نجاحات جماهيرية غير مسبوقة.
نال الملا جوائز عدة في مهرجانات القاهرة وتونس على عمليه العبابيد وباب الحارة الذي اختير ضمن الأعمال العشرة الأكثر مشاهدة على مستوى العالم لعام 2009.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار