٩٥ عاما ..حلب دارها ومقرها.. قجة: العاديات أقدم جمعية تعنى بالتراث المادي واللامادي في الوطن العربي

الجماهير / أسماء خيرو

مشرقيّة البناء يعود تاريخها إلى عام ١٨٩٠، بناؤها متأثر بالطراز المعماري العثماني، حلب دارها ومقرها، قال الباحث والمؤرخ محمد قجة:عنها في عيدها ال٩٥:
إن سألتم عن أنجم زاهرات/ قلت هذي جمعية العاديات / حلب دارها ومقر هواها/ وحماها المزدان بالمكرمات.
وللتعرف على تاريخ الجمعية ودورها المهم في حماية آثار وأوابد حلب ودورها الحالي، كان للـ(الجماهير) وقفة مع رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات الباحث محمد قجة.
– عوامل الاستمرار
يقول الباحث قجة: في ٢ آب من هذا العام تم الاحتفال بذكرى مرور ٩٥ عاماً على تأسيس أقدم جمعية تعنى بالتراث المادي العمراني بأشكاله كافة، من مبان دينية وأدبية وعسكرية والتراث اللامادي الذي هو الحياة اليومية للشعوب من “أغان ، أمثال، حكم، موسيقا، ومطبخ” ليس فقط في سورية بل في الوطن العربي بأكمله. مضيفاً: يعود سبب استمرار الجمعية لوقتنا الراهن لعدة عوامل العامل الأول الاستقلالية أي لاصلة للجمعية بأي تيار سياسي وديني، والثاني الأسلوب الديمقراطي في العمل، والعامل الثالث العمل في الجمعية تطوعي دون أي مقابل فمن هذا المنطلق يكون العمل منتجاً؛ لأننا جميعا نعمل انطلاقاً من محبتنا لتاريخ وتراث مدينة حلب.
– نشأتها
وعن تاريخ نشأة الجمعية قال قجة : في ٢ آ ب عام ١٩٢٤ أسست الجمعية وكان السبب الرئيس في تأسيسها قيام الجنرال الفرنسي”فيغان” في ذلك الوقت بتفكيك المحراب الخشبي من جامع قلعة حلب والمكتبة الخشبية من جامع نور الدين الزنكي في وضح النهار وسرقتهما، لذلك قام عدد من المخلصين من أبناء حلب بتأسيس الجمعية بقرار ثنائي له دلالته الرمزية وهو أن أحد المؤسسين شيخ والثاني مطران، وهما الشيخ /كامل الغزي /والمطران /جبرائيل رباط/ وأطلقوا عليها في ذلك الوقت اسم” جمعية أصدقاء قلعة حلب ث م بعد ذلك دعت الجمعية لبناء متحف حلب فأصبح اسمها “جمعية أصدقاء قلعة حلب ومتحف حلب” وبما أن هذا الاسم طويل اقترح كامل الغزي تغيير الاسم ليصبح مكوناً من كلمتين هما “جمعية العاديات” بدلاً من ست كلمات، ومعنى كلمة العاديات: الأشياء القديمة كأنها من أيام قبيلة عاد.
وتابع الباحث والمؤرخ قجة قائلاً: في عام / ١٩٣٠/ أصدرت الجمعية مجلة العاديات ثم توقف نشاط المجلة في عام / ١٩٤٠/ بسبب الحرب العالمية الثانية وفي عام/ ١٩٥٠ /استأنفت الجمعية عملها وبترخيص جديد من وزارة المعارف آنذاك .
– فروعها
وبيّن الباحث قجة أن الجمعية حالياً لها ١٦ فرعاً في جميع المحافظات السورية ” دمشق ، طرطوس، لاذقية، جبلة، صافيتا، حمص، حماه، مصياف، سلمية، سويداء” وهذه الفروع حالياً نشطة، تعمل بالتنسيق مع الفرع الأم في حلب، أما الفروع التي توقفت بسبب الحرب على سوريا فهي “إدلب ، الرقة، الميادين، دير الزور، الحسكة ” .
وعدد أعضاء الجمعية خمسة آلاف عضو، النصف في حلب، والنصف الآخر موزعون على باقي المحافظات. والجمعية تعمل بمجلس إدارة ولجان مجلس إدارة مؤلف من تسعة أشخاص.
وقد أشار إلى أن الجمعية تصدر مجلة فصلية كل ثلاثة أشهر، وحالياً أصبحت تصدر كل نصف سنة بسبب غلاء الطباعة. كما تصدر جمعية العاديات كتاباً سنوياً محكماً بالتعاون مع جامعة حلب باسم “عاديات حلب” وهو كتاب بالغ الأهمية حتى عند منظمة اليونيسكو لأنه ذو مضمون تراثي، فيه خلاصة أعمال بعثات التنقيب، ومترجم لعدة لغات (إنكليزي / فرنسي / روسي) ويطبع من قبل جامعة حلب مجاناً.
– نشاطاتها
وأضاف: إن للجمعية نشاطات عديدة منها المحاضرات على مدار السنة، تتوقف فقط في شهري تموز وآب . ومنها زيارات أثرية داخل مدينة حلب كل أسبوعين في يوم الجمعة، إذ يتم زيارة الأماكن الأثرية مع شرح علمي دقيق، وهي رحلات مجانية بحيث يتمكن الزائر من التعرف على كل الأماكن الأثرية خلال عام واحد.
وهناك أيضا رحلات داخل سورية إلى الأماكن الأثرية في (تدمر، دمشق ،الساحل، الفرات) وهي رحلات علمية، وكانت الجمعية قبل الأزمة تقوم برحلات عالمية إلى ( الصين، الهند، ماليزيا، اليابان).كما أن للجمعية أنشطة اجتماعية مثل ( حفلات موسيقية وفنية وحفلات التعارف مثل عشاء في رمضان، وورشات عمل كالتدريب على الموسيقا التراثية، والتدريب على صناعة الصابون، والتدريب على الحرف والمنسوجات اليدوية .
وأشار إلى أن للجمعية عضوية في كل اللجان الرسمية الفاعلة كـ ( لجنة انجاز الجامع الأموي، لجنة حماية المدينة القديمة، ولجنة تسمية الشوارع، ولجنة جائزة الباسل ) وكل هذه اللجان تعمل بالمجان ودون أي مقابل.
وأخيراً لفت إلى إن من أهم النشاطات التي تفتخر الجمعية بإنجازها هو توثيق نشاط الجمعية في كتاب أطلقت عليه اسم (الكتاب الذهبي) وذلك في عام ٢٠٠٦ عندما تم الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية.
ويتضمن الكتاب نشاط الجمعية خلال عام كامل، إذ تم توثيق ٢٧ ندوة دولية حضر فيها أكثر من ألف باحث من خارج سورية، و/ ٢٦/ندوة محلية، بالإضافة لتوثيق المعارض والحفلات بمختلف أنواعها وأنشطة يومية، وتم طبع ١٧٣كتاباً كلها تتعلق بمدينة حلب والثقافة الإسلامية.
رقم العدد ١٥٧٦٣

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار