الجماهير/ الحسن سلطانة
بمناسبة مرور 800 عام على وجود الفرنسيسكان في الشرق وسورية وبهدف إعطاء صورة عامة عن الإرسالية الشاملة مع الفرنسيسكان وتسليط الضوء على وجودهم بالشرق وسورية منذ 800 عاماً والمنجزات التي قاموا بها بدأ الباحث التاريخي عبد الله حجار محاضرته التي ألقها في كنيسة مار فرنسيس للاتين (بالعزيزية ( مستعرضاً لمحةً عن حياة مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية و شفيع الرعية القديس فرنسيس الأسيزي الذي ولد في أسرة من أثرياء التجار (عام 1182م إلى وفاته 3 تشرين الثاني عام 1226) في مدينة أسيزي بإيطاليا تاركاً حياة الترف الى حياة الزهد والتقوى والصلاة والفقر والطاعة .
ثم استعرض الباحث (حجار) قدوم القديس فرنسيس إلى الشرق متحدياً الحروب الصليبية معبراً عن رفضه للحروب بين الشرق والغرب وليفهم الصليبيين بأن غزو الشرق ليس بالسيف وإنما بالحب والسلام وحقن الدماء والأرواح ووصوله إلى دمياط ولقائه الودي مع الملك الكامل ابن الملك العادل الأيوبي واعتبر أول حوار بين الأديان اسلامي مسيحي وكما سمح الملك للرهبان الذين كانوا يسمون رهبان الحبل كناية عن العقد الثلاثة بالحبل الذي يرتدونه الذي تمثل العفة والمحبة والفقر مع الطاعة بالبقاء في الأراضي المقدسة وهم إلى اليوم في القدس يسمون حراس الأرض المقدسة ووصوله أول كاهن فرنسيسكاني إلى حلب باتفاقية مع الملك محمد بن الملك الظاهر الأيوبي إلى قلعة حلب لرعاية الأمور الدينية للسجناء الصليبين الذين سجنوا بالقلعة إلى حين دفع فديتهم وفك أسرهم.
وأشار الباحث حجار إلى قدوم سفير البندقية إلى حلب عام 1207م لعقد اتفاقية تجارية بين مملكة حلب والبندقية.
وبدخول العثمانيين سورية والبلاد العربية عام 1516م وتوقيع اتفاقيات الامتيازات عام1516م لتشجيع التجارة بدأت الجاليات الأجنبية تقيم في حلب كالقنصل الفرنسي 1581م والقنصل الهولندي 1706م والبريطاني وأقامت الإرساليات الغربية للرهبان اليسوعيين والكبوشيين والفرنسيسيون اي (الفرنسيسكان ( .
حيث قاموا الآباء الفرنسيسيون في عام 1632م ببناء دير وكنيسة على اسم القديس انطونيوس البدواني .
وانتقل الباحث للحديث عن بناء كنيسة الشيباني للاتين موقعها وسطحها ومدرسة الأرض المقدسة وعند تهديم الكنيسة لم يبق سوى بابها إلى اليوم موجود و نقلت حجارتها الى العزيزية ليتم بناء كنيسة مار فرنسيس بها ونقل إليها عام 1934 من كنيسة الشيباني لوحة للسيد المسيح على الصليب مع القديس فرنسيس تعود لعام 1903م وتمثال السيد المسيح ما زال إلى اليوم في الكنيسة .
وكان الفرنسيسكان قد أسسوا مدرسة ثانوية ليتابع الطلاب دراستهم ويستلموا الخانات والمحال التي سيهجرها الأجانب في حلب بعد فتح قناة السويس وانتقالهم للإقامة فيها وليأخذ مكانهم الشبان السوريون.
وكانت المدارس التي أقامها الفرنسيسكان يتم فيها دراسة العلوم و اللغات . وتدشين كنيسة كاتدرائية مار فرنسيس الأسيزي بالعزيزية عام 1937 التي بينت مكان كنيسة صغيرة ومن نفس الحجر الذي تم نقله من كنيسة الشيباني وحوت المكتبة التي في الدير على 15000 كتاب في متحف دير الآباء الفرنسيسكان وبناء مطرانية اللاتين بالعزيزية ودير راهبات الفرانسيسكان في السبيل وكنيسة في الرام الى جانب العديد من المدراس وبناء كنائس للاتين في دمشق مثل كنيسة حنانيا التي اهدت فيها القديس بولص الى المسيحية وباب كيسان حيث هرب بولس من اليهود وكنائس كثيرة للاتين في المحافظات كاللاذقية وإدلب (القنية ، الغسانية ) .
مشيراً الى دور واهتمام الآباء الفرنسيسكان بالقرى الأثرية في الريف السوري التي تسمى القرى المنسية الأثرية ذات طابع مسيحي والتي سجلت على لائحة التراث العالمي لليونسكو والتي عمل الآباء على تنميتها وتطوريها كما شملت دراساتهم الحياة النسكية والعامة في جبال الكتلة الكلسية شمالي غربي سورية التي تتضمن جبال : (سمعان ،حلفة ،الأعلى، ،الوسطاني ،الزواية ) التي بني فيها أكثر من ألفي كنيسة في القرن الثالث الميلادي وألف الآباء الفرنسيسكان عشرين كتابا عن مواقع تاريخية أثرية مثل قورش و براد وقلب لوزة، وكوكبة وغيرها من المدن المنسية .
ووصول الآباء الباحثين في براد لاكتشاف مكان مار مارون وتأكدهم من وجود ناسك عمودي في جبل سمعان لمح له الأب جوليان اليسوعي عام 1888.
ت هايك اورفليان
رقم العدد ١٥٨١٩