” القصيدة البحرية لنزار قباني ” في محاضرة : اختيار اللون الأزرق لأنه لون السماء والبحر

الجماهير – أسماء خيرو
أكد الدكتور أحمد زياد محبك ضمن محاضرة أقامتها مديرية الثقافة بحلب في صالة تشرين في السبيل تحت عنوان ” القصيدة البحرية لنزار قباني ” بأن الفن يحرر الإنسان من قواه ويخلصه من المحدود والجزئي ففي حياة كل إنسان رغبة في الانعتاق من الحس والمادة والمكان والزمان ليسبح في فضاءات غير محدودة والانطلاق إلى عالم حر مطلق .
وبين محبك في إشارة منه للانعتاق والانطلاق الذي تحمله القصيدة البحرية للشاعر نزار قباني من مجموعتة “الرسم بالكلمات” والتي نشرت عام/ ١٩٦٦/ بين طياتها أن هذا الجانب لم يقف عليه أحد من الدارسين فالقصيدة تتألف من سبعة مقاطع وماهي في حقيقتها سبع بل أكثر من هذا الرقم فهو رمز إلى ماهو غير نهائي يوحي للفضاء اللامحدود والمقاطع في عددها بلا نهاية كشمعة بين مرآتين متقابلتين متوازيتين فإذا بالرقم سبعة انفتاح على اتساع لانهائي توحي به عيناها الزرقاوين .
البحث عن المستحيل
ولفت الدكتور محبك إلى أن الشاعر يبحث في قصيدته عما هو مستحيل ويحلم بما هو بعيد المنال وغريب وفريد ومتميز لا ينتمي إلى عالم الواقع والحس إنه يطلب مرفأ عجائبياً متجاوزاً العادي والمألوف والمحدود لذلك أتى بأوصاف وصور عجائبية “لمرفأ عينيها الأزرق” .
تأكيدا للمطلق والبحث عن الخلاص .

وتابع الدكتور محبك قائلاً : إلى أن الشاعر يؤكد المطلق في المقطع الثاني من القصيدة في تعابير كثيرة ومنها (جزر لم تخلق- ومراكب حبلى بالفيروز تغرق البحر ولاتغرق- الحلم بالبحر والإبحار – وصيد الملايين من الأقمار وعقود من اللآلي والزنبق – ورغبته في أن يعود طفلا وأن يتشكل كعصفور- وحجارة تتكلم ودفاتر مغلقة تخبيء آلاف الأشعار) فالشاعر رأى في مرفأ عينيها الأرض والتاريخ والثقافة والحرية والإبداع والحضارة فهذا المرفأ ليس كأي مرفأ إنه مختلف عجائبي يبحث فيه عن الخلاص من الوحدة والضياع والغربة وعن استراحة ولو مؤقته من رحلة الحياة المتعبة وهو في الوقت عينه محاولة للتطهر والعودة لبراءة الروح .
قراءات لاتنتهي
وخلص الدكتور محبك إلى أن القصيدة البحرية ليست القصيدة الوحيدة التي ذكر فيها اللون الأزرق فهناك قصائد عديدة ذكر فيها هذا اللون ومنها ( وشوشة ولو من مجموعة طفولة نهد عام ١٩٤٨- وخطاب من حبيبتي من مجموعة حبيبتي عام ١٩٦١) وأن الشاعر قباني صحيح أنه لقب بشاعر المرأة و ليس كما يتصور البعض ولابد هنا من التوضيح ففي شعره إحساس بجمال الجسد وتصوير لمفاتنه وفي شعره تعبير عن رغبات صريحة وعواطف متنوعة ولكن في شعره أيضا نزوع نحو الجمال الكلي فهو يرى في المرأة خلاصاً وانطلاقاً وحرية.
هذا و قد تخلل المحاضرة التي حضرها عدد من الأدباء والشعراء والمثقفين عدة مداخلات.
رقم العدد 15962

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار