” التسميط والقواديس” تجارب شعرية … اسليم : طورت ايقاع الشعر العربي القديم

الجماهير – أسماء خيرو
بهدف البحث في الجذور القديمة لتطوير إيقاع الشعر العربي القديم أقام النادي العربي الفلسطيني بالتعاون مع اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين محاضرة بعنوان ” من تجارب الإيقاع في شعرنا القديم” ألقاها الدكتور فاروق اسليم في مقرالنادي في شارع اسكندرون أدار المحاضرة الشاعر محمود علي السعيد .
استهل الدكتور اسليم المحاضرة بالتحدث عن تجربتين كان لهما الأثر الكبير في تطور فنون الشعر العربي القديم في الوزن والقافية وهاتان التجربتان ابتدعتا من قبل شعراء قبل الإسلام بعضها كان وليد وعي وقصد وآخر مغاير للمألوف فكانت الأولى تحت مسمى فن “التسميط”أو الشعر المسمط والذي يعني خيط يجمع أجزاء القصيدة الواحدة من أولها إلى آخرها مع وجود مجموعات شعرية لكل مجموعة خصوصيتها في الإيقاع والقافية والروي، والتجربة هذه عرف بها الشاعر “امرؤ القيس” وهي تتألف من نوعين نوع يشمل القصيدة بأكملها وآخر يشمل بيتا أوبيتين أو بضعة أبيات من القصيدة ولفن السمطية مظهران للتجديد بالوزن والقافية كما له بناء إيقاعي وقد وثق هذا الفن من قبل الفراهيدي وبعض أصحاب المعاجم ومنهم ( الليث بن المظفر- الأزهري – ابن منظور – والزبيدي ) .
وفيما يخص التجربة الثانية أوضح الدكتور اسليم إلى أنها تسمى فن ” القواديس ” وهي تجربة شعرية نتاج بيئة شعبية وتأسست على عيب “الإقواء “وهو عيب شعري متفق عليه لدى العرب قبل الإسلام وكانوا يسمونه “إكفاء” أي عيب في روي القافية .
وقد شاع هذا الفن في القرن الخامس الهجري في زمن الشاعر “ابن رشيق” ولقد لفت الشاعر “أبو زمعة بن مطلب الأسود” إلى أن هذا الفن أول ماظهر في شعر “طلحة بن عبدلله العوفي” ولكن ماتؤكده القراءة أنه يعود ابتداع هذا الضرب التجريبي إلى “أبو زمعة القرشي” وأن “ابن رشيق” من وضع له مصطلح القواديس لأن حركة قوافيه تتناوب بين خفض ورفع ولأنه أصبح فناً معروفا في زمنه .

وختم الدكتور اسليم المحاضرة بالإشارة إلى نتائج مهمة بين فيها أن فن التسميط والقواديس تجارب شعرية اتجهت نحو التجديد في الإيقاع الشعري وفق الآتي :
تجريب ايقاعي يشمل القصيدة كلها أو يختص بأبيات .
ابتكار الشاعر امرؤ القيس في تجريبه الإيقاعي مشطور الطويل وجُنُوب الهذلية ومنهوك المتقارب كما ابتكرت الخنساء السلمية والفارعة المُرية ومنهوك البسيط.
أن في التسميط مغايرة بين قوافي الأقسمة والقافية الملازمة لكل نص شعري تنوعت بها القوافي حرفاً وحركةً وبنيت على نحو يغاير أفق المتلقي ويبعث في نفسه ألواناً من الإحساس الجمالي مغايرة للنمط المألوف برتابته وفي ذلك مايفسر لنا أثره في ظهور فنون إيقاعية اخري .
جعل “أبو زمعة بن مطلب الأسود القرشي” غير واع عيب الإقواء أصلا في تجريب القواديس وأضاف إليه “طلحة بن عبد الله” الإكفاء عمدا وقصدا ولكن لم يلق قبولا لدى عامة الشعراء وعلماء الشعر والمصنفين فيه .
إن في تجريب التسميط والقواديس جذور لمظاهر التجديد والايقاع الواسع في العصر العباسي ومابعده كما فيه جذور لشعر التفعيلة المعاصر تتمثل في تجاور البيت / السطر الشعري ليغدو أكثر من بيت / سطر وفي تنوين القافية وفي تنويعها حركة وروياً .
حضر المحاضرة عدد من الأدباء والشعراء والمهتمين بهذا الشأن الأدبي وعدد من الحضور .
رقم العدد ١٥٩٦٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار