الشيخ شراباتي : المشاركة في الانتخابات واجب ديني كما هو واجب وطني وحق دستوري .. الأمانة والمسؤولية والصدق أهم معايير الاختيار

الجماهير – حسن العجيلي

لا يغيب الجانب الديني والأخلاقي عن انتخابات مجلس الشعب فبما أن للاختيار معايير فإن الأخلاق معيار اساس فيها والمشاركة واجب ديني كما هي واجب وطني وحق دستوري كما أوضح الشيخ حسن محمد جمال شراباتي المفتش الديني في دائرة التوجيه والإرشاد في مديرية أوقاف حلب .
ويقول الشيخ شراباتي إن المشاركة تعني أن المواطن يدرك أهمية دوره والتزامه وأن يعرف كيف يختار الأفضل والأجدر والذي سيمثل هذا الشعب وذلك ليصب في شعور كل من الناخب والمرشح بالمسؤولية تجاه أفراد المجتمع وتجاه الوطن.
و يضيف الشيخ شراباتي : أسئلة كثيرة تطرح اليوم مع اقتراب هذا العرس الوطني مفادها من سننتخب؟ من سيمثل أفراد و فئات المجتمع؟ من هو الأكفأ؟ من الذي سيحمل هذه الأمانة الكبيرة و العظيمة؟ ما هي المعايير التي يجب أن نأخذ بها تجاه اختيار الأفضل و الذي سيلبي ويخدم متطلبات و حاجات المجتمع في كل المجالات ، فمن هذه المعايير المهمة والتي تأتي في الدرجة الأولى هي الأمانة و المسؤولية فهذه الانتخابات أمانة فالمسلم مؤتمن على شهادته كما جاء البيان الإلهي (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) والأمانة صفة الأنبياء وعلى رأسهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك لقب بالأمين ، والله سبحانه وتعالى أمر بحفظها ورعايتها فهي خلق شامل لكل مظاهر الحياة فالشعب أمانة والدين أمانة والعدل أمانة والتعليم أمانة والكلمة أمانة والوطن أمانة ، والمجتمع يجب أن يكون أمينا على صوته لأن هذه القضية ليست خدمة وليست قضية شخصية إنما هي مصلحة عامة فالمواطن عندما يؤدي هذه العملية من خلال الأمانة فإنه بالدرجة الأولى يعبر عن دينه وعن أخلاقه ، وعندما يختار الأصلح والأفضل والأكفأ فهو يختار العدل وأن يمارس الأمانة في اختياره حيال هذه القضية.
ويلفت الشيخ شراباتي إلى أن الأمر ليس للشعارات و لا العلاقات .. ، إنما الأمر منضبط بالضوابط التي تضمن لهذا المجتمع الفائدة وتضمن له تأمين احتياجاته ومطالبه في ظل هذه الأوضاع التي تشهدها البلاد ، مضيفاً ومن يطالع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في تقديم الكفاءات حيث نرى من خلال السيرة هذا المشهد عندما قال أبو ذر رضي الله عنه يا رسول الله ألا تستعملني قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ، ومن هذه المعايير المهمة أيضا الحزم و القوة وهاتان الصفتان عليه أن يتمتع بها المرشح والتي دل عليها القرآن الكريم على لسان تلك المرأة لوالدها سيدنا شعيب فيما وصف به سيدنا موسى (إن خير من استأجرت القوي الأمين) ومما تعلمناه وفهمناه من قول الفاروق عمر رضي الله عنه عندما قال (لا يصلح الولي إلا بأربع خصال إن نقصت واحدة لم يصلح له أمر وهم قوة على جمع المال من أبواب حله و وضعه في حقه وشدة لا جبروت فيها ولين لا وهن فيه) فهذه الأمور التي يجب أن يتصف بها المرشح للقيام بخدمة المجتمع والوطن والمساهمة في الإصلاح وتحسين مستوى الاقتصاد والنهوض بالتنمية.
ويؤكد الشيخ شراباتي بأن من الأمور التي يجب أن نأخذ بها كمواطنين أيضاً مراعاة من يحمل في أخلاقه وصفاته الرحمة و الشفقة ومن يكون عالماً بحاجات واحتياجات الناس ومتطلباتهم في شتى المجالات و أن يكون عالماً بالعادات والتقاليد والأصول والواجبات والأعراف وإنزال الناس منازلهم و الأهم من ذلك الاستماع لهموم الناس وآلامهم ومعالجة ذلك بصدق وشفافية وموضوعية ومتابعة ذلك في شتى المجالات الخدمية والمهنية و العلمية ، كما دل على ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) في دعائه (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) فالرفق مطلوب ومهم في شخصية من يمثل هذا الشعب في مجلسه الذي يعنى بتشريع القوانين ومراقبة تنفيذها .
ويختم الشيخ شراباتي : من خلال ما سبق أقول وأنا من أبناء هذا الوطن العظيم / نحن تواقون لاختيار من يتصف بهذه الصفات والذي يتحلى بهذه المعايير وأن يعمل لصالح هذا البلد الطيب وكما قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون) ، ونأمل أن يكون المرشح الذي سيصل إلى مجلس الشعب بعد هذا العرس الوطني ممن يتصف بهذه الصفات ويحمل هم الوطن و المواطن ، وأعيد التأكيد بأن هذه الانتخابات واجب ديني ووطني وهي مسؤولية عظيمة وهي أمانة بحق لأجل تقدم الوطن ورقيّه .
رقم العدد ١٦٠٩٨

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار