الجماهير/ انطوان بصمه جي
أيام قليلة تفصلنا عن الاستحقاق الدستوري لمجلس الشعب ففي الآونة الأخيرة تكثر الأسئلة عن البيانات الانتخابية للمرشحين من قبل أفراد المجتمع ولمعرفة المعايير التي يجب أن يأخذ بها المواطن لاختيار الأفضل لتلبية متطلباته لا بد من وجود بيان انتخابي واضح لكل مرشح وانطلاقاً من كون الاستحقاق واجباً وطنياً وحقاً دستورياً لكل مواطن، ولمعرفة دور شريحة الشباب والمرأة في المجلس القادم.
” الجماهير ” التقت رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية القس هاروتيون سليميان للحديث عن أهمية المشاركة في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 19 الشهر الحالي لاختيار أعضاء مجلس الشعب وماهي المتطلبات المطروحة على المرشحين ..وما الذي يحتم على المواطن اختيار مرشح من أخر.
حق دستوري
قال القس سليميان من المعروف أن الانتخابات حق دستوري بمثابة ممارسة الديمقراطية في الحياة السياسية والاجتماعية ينبغي أن تكون في مستويات عليا، وبهذه الطريقة الفاعلة نجد أن صوت الناخب يصل ويُناقش تحت قبة البرلمان، وبالتالي فإن الهيكلية الإدارية عند اتخاذ أي قرار سيكون له ترسيخ حاجات وآراء وهموم الشعب، مضيفاً أن دور مجلس الشعب في أي دولة إيجابي وفعال لنقل هموم الناس من الفئات الاجتماعية كافة وإقرار القوانين والتشريعات، فإن عجلة الحياة لا بد لها أن تعود للدوران من خلال الشفافية التامة الممزوجة بالمحاسبة.
حق المعرفة
وأضاف رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية أنه بعد انتقال هموم الشعب إلى المجلس البرلماني لمناقشة الآراء والبت في القوانين أو التعديل عليها فإن المواطن له الحق في معرفة أين وصلت همومه متسائلاً من سيحاسب الحكومة التي ترعى شؤون المؤسسات والمواطنين؟ فمن المفروض دستورياً أن السلطة التشريعية تحاسب المقصرين وتعترض على القرارات الصادرة التي تمس الأمور الحياتية اليومية للمواطن.
تقصير غير مبرر
كما أشار القس سليميان إلى وجود تقصير في أداء دور المجلس التشريعي السابق في المحاسبة فأي مسؤول يحاسب تحت القبة كنا نرى ردود أفعال سلبية تجاه الأعضاء الذين يحاسبون ذلك المسؤول، لذلك ينبغي وجود توضيح شفاف للمواطنين من قبل المسؤولين عبر القنوات الإعلامية الوطنية تجاه أي قرار ومعرفة الأسس والنسب والخلفية والدوافع التي استند عليها وتبرير القرار والقوانين بعد صدورها.
بيانات انتخابية واقعية
ودعا القس سليميان لوجود حلقة متكاملة انطلاقاً من وجود بيانات انتخابية وخطط ورؤية للواقع إضافة للتخطيط للمستقبل، لكن للأسف شاهدنا صور المرشحين مدونة باسم المرشح مكتظة في الشوارع المحلية ولكن لم نسمع بيانات انتخابية بالإضافة لوجود سيرة ذاتية لكل مرشح ليستطيع الشعب أن يختار من يراه مناسباً ، مضيفاً أن البلاد في حالة ذهاب من مرحلة الديمقراطية إلى مرحلة ترسيخ جذور وأركان الدولة في الديمقراطية والتي تعتمد على مشاركة الشعب بشكل أساسي، مشيراً إلى أن مجلس الشعب ليس فرصة للظهور بل هو تكليف لخدمة الناس التي خرجت من رحم الحرب الظالمة ومن المؤامرة الدولية للوصول إلى حياة معيشة أفضل.
دور الشباب والمرأة
ورأي القس سليميان أن الشرائح الشابة لها دور كبير في المرحلة الحالية فمع هذه الشريحة يولد التجدد وتُطرح الأفكار الجيدة التي تتناسب مع العصر الراهن والهمة القوية وبالتالي تتحقق القفزات النوعية في إدارة المؤسسات وتنشيط علاقات اجتماعية وثقافية وصناعية، متمنياً مشاركة الفئات الشابة في اتخاذ القرارات بدلاً من البحث عن قراراتهم خارج الوطن.
وبالرغم من وجود الكثير من النساء الرائدات والقيادات اجتماعياً سابقاً من هنا نؤكد على دورهن الإيجابي في الصعد كافة ولا يوجد انعكاس سلبي حول استثمار شريحة النساء في المؤسسات السياسية كمجلس الشعب ولا يمكن تهميشها.
المحاسبة بعد الفوز
وفي رسالة موجهة للأعضاء الذين سيفوزون بالانتخابات القادمة دعا القس سليميان إلى التحلي بالصدق في البيانات الانتخابية التي سيقدمونها والالتزام بها في حال النجاح، بالإضافة إلى جاهزيتهم ومحاسبتهم على تقارير أعمالهم تحت قبة البرلمان والتحلي بالأمانة والإخلاص في العمل الذي سيؤدونه، مضيفاً أنه في المقام الأول ينبغي أن يكون المرشحين قريبين من الناس والاستماع إلى همومهم والعمل على حلها لأنهم مؤتمنين على أصوات الناخبين الذين منحوهم صوتهم بكل ثقة أمام الله والوطن وليس الجلوس في مكاتبهم دون أي دور فاعل يذكر.
ت: هايك اورفليان
رقم العدد 16102