في ظل نقص مصادر الطاقة … واقع الطاقات المتجددة يشغل حيزاً من خطط غرفة الصناعة

الجماهير/ أنطوان بصمه جي

نظمت الهيئة الاستشارية في غرفة صناعة حلب ندوة اقتصادية بعنوان الطاقات المتجددة حيث تضمنت شرحاً لماهية الطاقة المتجددة وأهميتها وحاجة سورية للطاقات المتجددة في ظل نقص مصادر الطاقة الأخرى، بالإضافة إلى طرح الطاقات المتجددة كاستثمار ومقارنة التكاليف المبدئية بين أنواع الطاقات، وتم عرض محاور الندوة على الحضور من الصناعيين والمهندسين والباحثين في مقر الغرفة في السبع بحرات.
حيث استعرض الدكتور المهندس رياض المصطفى رئيس جامعة إيبلا الخاصة عن ماهية الطاقات الموجودة في سورية وأهميتها في توليد الطاقة الكهربائية الصناعية والمنزلية، وشدد على أهداف المحاور لتشجيع الصناعيين والزراعيين بالاستفادة من توليد الطاقة الكهربائية لمعاملهم ودعمهم للاستثمار في الطاقات المتجددة، واستعرض الدكتور المصطفى نماذج عدة عن معامل تعمل على الطاقة الكهربائية (اليحفورية) أي باستخدام الفحم والفيول والمحروقات والتي ينتج عنها تلوثاً كبيراً نتيجة عمليات الاحتراق، حيث أن عمليات توليد 1 كيلو واط ساعي ينجم عنه انبعاث ما يقارب بين (700غرام_ 1كيلو) من غاز ثاني أوكسيد الكربون، مضيفاً أن العالم يسعى إلى صورة أخرى تماماً لتكون البيئة نظيفة الأمر الذي يتطلب الابتعاد عن الطاقات اليحفورية إلى طاقات متجددة.
وأضاف المحاضر خلال الندوة أن بعض الدول وضعت خطة عمل للتقليل من الانبعاثات الحرارية مثل بريطانيا حيث وضعت خطة لعام 2040 بعدم وجود سيارة تعمل على الطاقات التقليدية الديزل والمازوت، وأضاف أن الطاقات المتجددة موجودة بكثرة من خلال الحصول على طاقة هائلة من الشمس التي دعت العالم للتفكير بالاستفادة من الطاقات الشمسية، بالإضافة إلى أنواعها المختلفة (الشمسية والرياح والطاقة المائية والسدود والمياه الجوفية وعمليات المد والجزر)، مبيناً ان كتلة الشمس تتكون من 70% من الهيدروجين و27% هيليوم والنسب الباقية موزعة على عناصر كيمائية اخرى وبذلك تمثل الشمس أكبر فرن ذري ضخم جداً نتيجة الكميات الكبيرة من الهيدروجين التي تتحول إلى هيليوم، ففي الثانية الواحدة حوالي 4 مليون طن تتحول من هيدروجين إلى هيليوم ويؤدي إلى توليد طاقة هائلة في الشمس يمكن الاستفادة منها.

بدوره، قال المحاضر الدكتور المهندس وسيم هبرة عضو المكتب العلمي في غرفة صناعة حلب لـ “الجماهير” أن المحاضرة توضيحية لأهم المشاكل التي تواجه صناعة الطاقة والاستثمار في الطاقة المتجددة، والصعوبات التي تسبب الإحجام عن الاستثمار في مجال الطاقة منها تشريعية بحاجة لتنمية البيئة التشريعية والقوانين التي تشجع على الاستثمار في الطاقات المتجددة بالإضافة إلى الموضوع الاقتصادي والفني لعمليات الاستثمار، مبيناً أن تضافر الجهود لحل كل المشاكل المتعلقة بالاستثمار سيبقى القطاع الصناعي متعثراً في استثمارات الطاقة لأن مشكلتنا الأساسية ليست توليد الكهرباء فقط بل هي استثمار الطاقة واستخدامها بواسطة كفاءة عالية .
من جانبه، بيّن مدير عام شركة كهرباء حلب المهندس محمد الصالح أمام الصناعيين الضرر الكبير الذي تعرضت له المحطات التحويلية خلال الحرب مبيناً أن الاستقرار بشكل كامل يجذب الاستثمارات في مجال الطاقة السورية، نعاني في موضوع كمية توليد الطاقة الكهربائية وخاصة بعد الأزمة الأخيرة التي مر بها الوطن، ففي عام 2012 كان لدينا من التوليد 8200 ميغا ومن الخطط أن ترتفع سقف التوليد إلى 10 آلاف ميغا لكن الأزمة أثرت سلباً بموضوع الارتقاء في الطاقة على مستوى القطر، مؤكداً أن محافظة حلب كانت تشكل المستجر الأكبر للطاقة حيث وصل المؤشر الأخير من مجمل التوليدات 2210 ميغا من خلال الذروة الشتوية أي بمثابة 25% من استجرار الطاقة على مستوى القطر بسبب تركز غالبية الصناعات والمعامل والسكان في محافظة حلب.
واضاف الصالح أن محطة توليد موجودة شرق حلب يعطينا 1065 ميغا وتم تخريبها بالإضافة إلى تخريب جميع الخطوط الواصلة إلى المدينة وصلنا صفر طاقة واصلة إلى مدينة حلب، وفي عام 2017 تم إيصال الشريان الرئيسي الواصل لمحافظة حلب المغذي لها عبر خط (حماه أثريا خناصر حلب) 230 كيلو فولط.
وأشار مدير كهرباء حلب أن مديرية حلب استخدمت الطاقة الموجودة ففي فصل الصيف تم استخدام بين 220_250 ميغا فقط والسبب الرئيسي هو قلة الغاز الوارد لمجموعات التوليد في القطر العربي السوري مبيناً أن المنابع الرئيسي من الغاز والبترول والنفط خارج السيطرة، مبيناً أن وزارة الكهرباء بحاجة إلى 18 مليون متر مكعب من الغاز يومياً لمحطات التوليد في حين يصل 9 مليون متر مكعب موضحاً ان الحقول بغالبيتها موجودة في محافظة دير الزور سيطر عليها الأميركي بأسماء مختلفة ضمن أهداف سياسية.
وأضاف الصالح أثناء المحاضرة أمام الصناعيين أن محافظة حلب اليوم وفي ذروة فصل الشتاء بحاجة إلى 600 ميغا سكني قابل للزيادة، أما في القطاع الصناعي فقد تطور الرقم من 50 حتى 90 ميغا ونحن أمام نقص بعدد كبير من كميات الطاقة المولدة في الجمهورية العربية السورية.

وأكد الدكتور حسن حزوري عضو الهيئة التدريسية في كلية الاقتصاد أن الاتجاه العالمي يميل نحو استثمار الطاقات المتجددة غير الملوثة للبيئة وخاصة أن الطاقات الشمسية والرياح متواجدة بشكل أساسي في البلاد المشبعة بالميزتين الطبيعيتين لكن الطاقة الشمسية متوفرة بشكل أكبر، موضحاً أن ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الطاقة الشمسية بنسبة تتجاوز 40% ، مضيفاً أنه فمن المفترض أن تدعم الدولة وتشجع استثمار كل تجهيزات الطاقات الشمسية والمتجددة مجاناً بدون التعرفة الجمركية وأن تعمل على تشجيع القطاع الزراعي بشكل خاص على الاستثمار في الطاقات المتجددة كونها ذات جدوى اقتصادية كبيرة لأن موسم السقاية لا يحتاج إلى مدخرات بل يعتمد على الشمس في بداية شهري الربيع والصيف وبالتالي تكون تكلفة الاستثمار مجدية كعائد استثماري، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين في الاعتماد على الطاقات الشمسية في منازلهم لاستخدامات عديدة أولها لتسخين المياه، خصوصاً أن مولدة التغذية الرئيسية لسورية تنتج ما يقارب3500 ميغا واط ساعي في حين أن استهلاك محافظة حلب يحتاج إلى نصف الكمية في حال إعادة تشغيل حلب صناعياً وسكنياً، متمنياً إعادة النظر في استثمار الطاقات المتجددة وأن تمنح الدولة مزيداً من التشريعات لتشجيع جميع الصناعيين والتجار والمواطنين لاستخدام الطاقات المتجددة في الصناعة .
ت . جورج اورفليان
رقم العدد ١٦٢٤١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار